أهمية الصلاة وفضلها في الإسلام

الصلاة عمود الدين، وثاني أركان الإسلام، تلي شهادة التوحيد، كما جاء في حديث جبريل عليه السلام حين سأل الرسول ﷺ عن الإسلام فأجابه: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً«(1).

وقد أشار القرآن الكريم إلى فضل الصلاة ومكانتها في هذا الدين في آيات كثيرة ما بين كونها فرضًا يؤدَّى، أو كونها عبادة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وجاء الثناء والجزاء على الذين يحافظون على هذه الفريضة كما في قوله تعالى: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ . أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}(2).

وبالمقابل جاء التهديد والعقاب على تاركها، كما في قوله تعالى حين يُسأل بعض أصحاب النار عن سبب مقامهم في النار {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ . قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ}(3).

كما أن الصلاة هي أول ما يحاسب عليها العبد يوم القيامة لقول النبي ﷺ: «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته«(4).

والصلاة تميّز أهل الإيمان عن أهل الكفر لقوله ﷺ: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر«(5) وقوله عليه الصلاة والسلام: «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة«(6).

ومن أهم المعالم التي تدل على أهمية الصلاة أيضًا أن الله تعالى أمر بها في في معظم الأحوال، في الصحة والسقم، وفي السفر والحضر، وفي السلم والحرب.

من أجل هذه المنزلة الكبيرة والمكانة الرفيعة للصلاة في هذا الدين كان الأمر بها واضحًا في وصية النبي ﷺ قبل وفاته، عن علي رضي الله عنه قال: كان آخر كلام رسول الله ﷺ: «الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم«(7)، حتى جعل يغرغر بها وما يفصح بها لسانه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سبق تخريجه.

(2) [الأنفال: 3-4]

(3) [المدثر: 42-43]

(4)  أخرجه أبو داود (ص133، رقم 864) كتاب الصلاة، باب قول النبي ﷺ كل صلاة لا يتمها صاحبها تتم من تطوعه. والترمذي (ص111، رقم 413) كتاب الصلاة، باب أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة. والنسائي (ص64، رقم 466) كتاب الصلاة، باب المحاسبة على الصلاة. وابن ماجه (ص204-205، رقم 1426) كتاب الصلاة، باب أول ما يحاسب به العبد الصلاة.

(5)  أخرجه الترمذي (ص595، رقم 464) كتاب الإيمان، باب ما جاء في ترك الصلاة. والنسائي (ص64، رقم 464) كتاب الصلاة، باب المحاسبة على الصلاة. وابن ماجه (ص151، رقم 1079) كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء في ترك الصلاة. وقد حسنه الترمذي.

(6) أخرجه مسلم (ص51، رقم 1079) كتاب الإيمان، باب إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة.

(7)  أخرجه أبو داود (ص724، رقم 5158) كتاب الآداب، باب حق المملوك. وابن ماجه (ص232، رقم 1625) كتاب الجنائز، باب ما جاء في مرض رسول الله ﷺ. وهو صحيح.



بحث عن بحث