مسند الحميدي (2-2)

 رابعا: طريقة ترتيبه.

 1- رتب الإمام الحميدي المرويات بحسب مسانيد الصحابة، وربما روى في مسند صحابي حديث صحابي آخر، لتعلق ذلك بالمتن ، أو بقصة في الإسناد ، ولم يذكر في مسانيد كثير من الصحابة الذين أخرج لهم ، إلا حديثا أو حديثين ، وكذا اقتصر في المكثرين منهم على مجموعة أحاديث ليست بكثيرة بالنسبة لعدد مروياتهم المعروفة ، والذي يظهر أنه إما خص كتابه هذا بمرويات سفيان بن عيينة لهم ، أو أنه انتقى ما أورده من مرويات ابن عيينة ، بدليل قول الإمام الشافعي : إن الحميدي يحفظ لسفيان عشرة آلاف حديث .

 2 - رتب أحاديث المكثرين من الصحابة على أبواب الفقه في الغالب ، وهذا يظهر من سرده للأحاديث في مسند الصحابي ، ومن ذلك صنيعه في مسند عائشة - رضي الله عنها-، حيث بدأ بأحاديث الوضوء، ثم بوب بأحاديث الصلاة ، وأحاديث الصيام، والحج ، والجنائز ، والأقضية ، وكذلك صنع في مسند ابن عباس، وأبي هريرة - رضي الله عنهما-.

 3 - بدأ مسانيد الرجال بالعشرة المبشرين بالجنة، إلا طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه- فلم يذكره، ولعله لم يظفر برواية من طريقه، أو لم يظفر بذلك من مرويات شيخه سفيان بن عيينة لأحاديث طلحة - رضي الله عنه-، ثم ساق بعد ذلك بقية مسانيد الصحابة من غير استيعاب، وجمع مسانيد الصحابيات - رضوان الله عليهن- في موضع في أثناء أوائل مسانيد الرجال، وابتدأها بأحاديث أمهات المؤمنين - رضوان الله عليهن-، وقدم عائشة - رضي الله عنها-، ثم بقية النساء من غير استيعاب .

 خامسا : أهم مميزاته .

 يختص مسند الحميدي بميزات مهمة ، أبرزها :

 أ - يعتبر من مصادر السنة المسندة الأصيلة؛ لأن الحميدي يروى فيه بإسناده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ولذلك أثره في علوم الحديث إسنادًا ومتنًا .

 ب - يعد من مظان الإسناد العالي؛ لتقدم وفاة الحميدي .

 ج - جمعه مرويات شيخه سفيان بن عيينة ، مع بيان عللها، واختلاف الرواة فيها .

 د - تضمنه سؤالاته لشيخه سفيان بن عيينة، وبيان أقواله، وأحواله في الرواية وما يتعلق بها .

 هـ - ترتيب أحاديث المكثرين من الصحابة على الأبواب .

 و - العناية البالغة ببيان زيادات الرواة - في مرويات سفيان بن عيينة - وفصل المدرج من المرفوع، وسياق المتون المطولة، وقصص الإسناد والمتن - وهي تتضمن الموقوف وغيره - والعناية بسماع المدلسين .

 ز - ترتيبه الأحاديث بعدة اعتبارات مجتمعة، فهو:

      * مفرد بمرويات سفيان بن عيينة شيخ الحميدي ، فيدخل ضمن المؤلفات المختصة بالترتيب على الراوي الأدنى .

      * كما أنه رتب هذه المرويات على الصحابة، فيلحق بالمؤلفات المرتبة على الراوي الأعلى .

      * ورتب مرويات مكثري الصحابة على الأبواب، فيشار إليه فيما رتب على الأبواب .(1)

 

 سادسا : رواة المسند .

 لمسند الإمام الحميدي روايتان ، هما :

 الرواية الأولي :رواية أبي علي بن أحمد الصواف ، عن بشر بن موسى الأسدي ، عن الإمام الحميدي، وهذه الرواية هي التي وصلت إلينا ، وقد ترجم محقق المسند لرجال هذه الرواية ترجمة لا بأس بها (2).

 الرواية الثانية :رواية قاسم بن أصبغ ، عن أبي إسماعيل السلمي الترمذي، عن الإمام الحميدي (3).  

 سابعا : جهود المحققين في العناية به .

 1 - لقد طبع الكتاب ونشره المجلس العلمي بباكستان عام ( 1382 هـ ) بتحقيق العلامة حبيب الرحمن الأعظمي، وهو في مجلدين، ورقم أحاديثه، ووضع له ثلاثة فهارس: فهرس الموضوعات، وفهرس الأحاديث على الأبواب، وفهرس أعلام المتون.

 2 - فهرس أحاديث المسند الأستاذ يوسف عبد الرحمن المرعشلي، وقد جعله ثلاثة فهارس .

 الأول: رتب فيه أسماء الصحابة على حروف المعجم.

 الثاني: رتب فيه أوائل ألفاظ الأحاديث والآثار على حروف المعجم.

 الثالث : رتب فيه مسانيد الصحابة على الأبواب.    

كيفية تخريج الحديث من الكتاب:

 إذا أراد الباحث أن يخرج حديثًا من مسند الحميدي فعليه اتباع الخطوات التالية :

 1 - معرفة الراوي الأعلى للحديث، فبدون معرفته لا يمكن التخريج منه.

 2 - أن يرجع إلي الفهارس الموجودة في نهاية إحدى المجلدين ليحدد الصحيفة التي يوجد بها الراوي الأعلى.

 3 - بعد معرفة الصحيفة من الفهارس يرجع إلى الصحيفة، ثم يقرأ الأحاديث التي تحت هذا الصحابي، فسيجد حديثه إن شاء الله تعالى.


(1)  انظر : طرق التخريج بحسب الراوي الأعلى 25 ـ27 .

(2)   انظر مقدمة المسند ( 1 / 8 ــ 20 ) .

(3)   ذكر الأعظمي أن ابن حجر العسقلاني أشار إلي هذه الرواية في فتح الباري . انظر: فهرسة ما رواه عن شيخه للإشبيلي ص 144 ، وبرنامج الوادي آشي ص 206 ـ 207 .

 



بحث عن بحث