ثانيا : كتب الأحاديث المشتهرة على ألسنة الناس

 

المراد بالأحاديث المشتهرة على ألسنة الناس، ما يدور على ألسنتهم ويتناقلون بينهم من الأقوال منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يكون بعض هذه الأحاديث صحيحاً أو حسناً، ولكن الكثير منها ضعيف أو موضوع أو لا أصل له، وبما أن انتشار مثل هذه الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة واشتهارها بين عامة المسلمين، يفسد على المسلمين دينهم، لاعتقادهم أنها مروية عن نبيهم، وبالتالي عملهم بمقتضاها وزعمهم أنه لا يصلح سواها، لذا قام كثير من العلماء المتخصصين بالحديث في أعصار متعاقبة بتصنيف كتب جمعوا فيها الأحاديث المشتهرة على الألسنة في تلك العصور، وبينوا صحيحها من سقيمها، وبينوا من رواها وخرجها من أصحاب المصنفات إن كان لها أصل. وذلك تحذيراً للناس من العمل بها والتأدب بأدبها إن كانت مكذوبة أو لا أصل لها.

و (الشهرة) في هذه الأحاديث ليست هي الشهرة الاصطلاحية التي معناها أن يروى الحديث من ثلاث طرق أو أكثر وإنما المراد بها الشهرة اللغوية، أي انتشار هذه الأحاديث على ألسنة الناس ومعرفتها لدى عامتهم.

وأكثر هذه المصنفات مرتب على نسق حروف المعجم، ومن هذه المصنفات(1):

1-       التذكرة في الأحاديث المشتهرة، لبدر الدين محمد بن عبدالله الزركشي (-974هـ).

2-       الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة، لجلال الدين عبدالرحمن السيوطي (-911م).

3-   اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة، مما ألفه الطبع، وليس له أصل في الشرع لابن حجر (-852هـ).

4-   المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، لمحمد بن عبدالرحمن السخاوي (-902هـ).

5-   تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث، لعبدالرحمن ابن علي بن الديبع الشيباني (-944هـ).

6-       البدر المنير في غريب أحاديث البشير النذير، لعبد الوهاب بن أحمد الشعراني (-973هـ).

7-   تسهيل السبيل إلى كشف الالتباس عما دار من الأحاديث بين الناس، لمحمد ابن أحمد الخليلي (-1057 هـ).

8-   إتقان ما يحسن من الأحاديث الدائرة على الألسن، لنجم الدين محمد بن محمد الغزي (-985هـ) جمع فيه بين كتاب الزركشي وكتاب السيوطي وكتاب السخاوي، وزيادات حسنة عليها.

9-   كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، لإسماعيل بن محمد العجلوني (-1162هـ).

10- أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب، لمحمد بن درويش الشهير بالحوت البيروتي (-1276 هـ) جمعها له ولده أبو زيد عبدالرحمن(2).

وإليك تفصيل الكلام في كتابين من أهم هذه الكتب في بابهما :

 



(1)
    
تراجع أسماء هذه المصنفات في الرسالة المستطرفة ص 191-192 للكتاني، وتحذير المسلمين لمحمد البشير ظافر.
(2)      انظر : أصول التخريج ودراسة الأسانيد ص 60-61.



بحث عن بحث