2- الجامع الصغير من أحاديث البشر النذير

مؤلفه:

هو الحافظ جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفي سنة 911هـ.

عدد الأحاديث: نقل الكتاني أن عدد الأحاديث: عشر آلاف حديث وتسعمائة وأربعة وثلاثون حديثا(1), لكن عند العد والحصر لها كما جاء في النسخة المطبوعة المرقمة (10031) عشرة آلاف وواحد وثلاثون حديثاً.

سبب التسمية:

ترجع سبب التسمية إلى أن السيوطي حينما ألف كتابه المسمى بجمع الجوامع، أو الجامع الكبير، قسمه إلى أحاديث قولية، وأحاديث فعلية، ثم انتقى من الأحاديث القولية أحاديث صحيحة مختصرة، وقد زاد عليها بعض الزيادات، وجمع ذلك كله في كتاب سماه (الجامع الصغير من حديث البشير النذير)؛ لأنه مستل من الجامع الكبير.

    قال السيوطي. في مقدمة كتابه (أودعت فيه من الكلم النبوية ألوفًا)،ومن الحكم المصطفوية صنوفاً، اقتصرت فيه على الأحاديث الوجيزة، ولخصت فيه من معان الأثر  إبريزه(2).

ترتيب الكتاب:

    رتب السيوطي أحاديثه حسب حروف المعجم، مراعياً أول الحديث فما بعده؛ تسهيلا على الطلاب.

     وبيان ذلك: أنه بدأ بالأحاديث التي أولها همزة، ثم التي أولها باء، ثم التي أولها تاء، وثاء، وجيم، وهكذا، وفي داخل كل حرف من هذه الحروف يمرر الحرف مع حروف المعجم كلها، وإليك مثالاً يوضح ذلك في حرف التاء مثلاً.

تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر..... الخ.

تابعوا بين الحج والعمرة. فإن متابعة ما بينهما تزيد في العمر والرزق.

تأكل النار ابن آدم إلا الأثر في السجود.

تبًا للذهب والفضة.

تبسمك في وجه أخيك لك صدقة.

تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء.

تجافوا عن عقوبة ذي المروءة إلا في حَدٍّ من حدود الله.

    وهكذا فإننا نجد أنه أخذ التاء مع الألف، ثم مرر حرف التاء مع حروف الهجاء كلها، وفي نهاية هذا الترتيب من كل حرف نجد أن السيوطي عقد عنواناً للمحلي بأل فقال فصل في المحلي بأل من هذا الحرف (أي الأحاديث التي تبدأ بأل من هذا الحرف).

"مثال ذلك":

التاجر الصدوق تحت ظل العرش.

التاجر الصدوق لا يحجب من أبواب الجنة.

التاجر الجبان محروم.

التثاؤب من الشيطان.

وهكذا في نهاية الحروف كلها، فإنه يذكر الأحاديث المبدوءة بأل من كل حرف، وأود أن أسجل هنا للباحث عدة ملحوظات ليكون على بصيرة من أمره، وبينة من عمله، وهي:

1- أن هذا الترتيب اتفق تماماً في الحرف الأول والثاني، ثم قد يختل بعد ذلك، وبالمثال يتضح المقال:

أ) إني نهيت عن قتل المصلين.

ب) إني نهيت عن زبد المشركين.

ج) إني لا أقبل هدية مشرك.

د) إني لا أصافح النساء.

هـ) إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس.

و) إني حرمت ما بين لابتي المدينة.

    فنجد أنه كان من الأولى أن يقدم (إني نهيت عن زبد) على (إني نهيت عن قتل المصلين)، وأن يقدم (إني لا أصافح النساء) على (إني لا أقبل)، وكان من الأولى والأحرى أن يقدم (إني حرمت) على كل ما ذكره أولاً (3).

2- أن السيوطي قدم حديث (إنما الأعمال بالنيات)، وصدر به أول الكتاب، ولم يجعله ضمن الترتيب الذي نهجه؛ تبركًا به؛ وتصحيحاً لنيته، وهذا صنيع أكثر المحدثين كالإمام البخاري وغيره.

3- أنه في حرف الباء قدم حديث (بسم الله الرحمن الرحيم) مفتاح كل كتاب(4)، ولم يراع الترتيب الذي نهجه لشرف الآية، وتقديمها على غيرها، ثم راعي الترتيب بعد هذا الحديث.

4- لو أراد الباحث أن يخرج حديثاً خاصاً بشمائله - صلى الله عليه وسلم –، وهي الأحاديث المتعلقة بأوصافه - صلى الله عليه وسلم –، فعليه أن يطلب أحاديث حرف الكاف، وبعد الانتهاء من الأحاديث المبدوءة بحرف الكاف عقد المؤلف عنوانًا خاصًا بالشمائل سماه (باب كان، وهي الشمائل الشريفة).

6- لو أراد الباحث أن يخرج حديثاً أوله لفظ "نهى" ولم يجد الحديث في حرف النون مع الهاء فعليه أن لا يتسرع في الجزم بعدم وجود الحديث؛ بل عليه أن يطلب باب المناهي، ومحله بعد المحلي بأل من هذا الحرف.

7-في باب اللام لم يذكر "لا" النافية، و"لا" الناهية، والسر في ذلك أنه أفراد (اللام ألف) في باب مستقل بعد الواو، وقبل الياء التي هي خاتمة الحروف.

8- في نهاية الحديث يذكر من أخرجه من أئمة السنة.

9- يذكر الصحابي الذي روي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم- إن كان الحديث مرفوعًا- أو التابعي إن كان الحديث مرسلاً.

10- يذكر درجة الحديث من حيث الصحة، أو الحسن، أو الضعف.


 


(1)      الرسالة المستطرفة ص 127.

(2)      مقدمة الكتاب ص 5.

(3)      راجع الجامع الصغير 1/157 من حديث رقم 2633-3638.

(4)      الجامع الصغير 1/187.

 



بحث عن بحث