أما القسم الأول:

وهو الأحاديث القولية فقد رتب أحاديثه حسب حروف المعجم فبدأ بحرف الهمزة ثم الباء ثم التاء ثم الثاء وهكذا، وفي كل حرف من هذه الحرف يمرره مع حروف الهجاء كلها أي الهمزة مع الهمزة ثم الهمزة مع الباء ثم الهمزة مع التاء ثم الهمزة مع الثاء وهكذا إلى أن تنتهي حروف الهجاء كلها ومثال ذلك:

1- (آتي باب الجنة يوم القيامة فاستفتح.... الخ).

2- (آتي يوم القيامة باب الجنة فيفتح لي.... الخ).

3- (آجال البهائهم كلها....).

4- (آجرت نفسي من خديجة.... الخ).

5- (آخر من يحشر من هذه الأمة.... الخ).

6- آخر ما أدرك الناس.

7- آخر رجل يدخل الجنة.

وهكذا فإننا نجد أن الترتيب جاء حسب حروف المعجم إلا أنه في بعض الأحيان لا يلتزم بالترتيب الألف بائي داخل الكلمة نفسها،فقد قدم حديث (آخر ما أدرك الناس)، على (آخر رجل يدخل الجنة) وقدم حديث(آخر من يحشر من هذه الأمة) على حديث (آخر ما أدرك الناس) والأولى العكس.

وقد حاول البعض أن يلتمس العذر للسيوطي فقال: إن المواضع التي أخل فيها بالترتيب له فيها وجه نظر حديثيه،وهي أنه ربما يريد أن يقرن بين الحديث وشاهده ليبين أن للحديث شواهد يتقوى بها، وقد ردوا على ذلك فقالوا بأن ذلك ليس مطرداً فليس كل ما أخل فيه كان سببه ذلك(1).

وبعد أن يذكر الحديث يذكر من أخرجه من الأئمة مشيراً إلى أسمائهم بالرمز وهذا لمن أكثر التخريج منه، أما من لم يكثر التخريج منه فإنه يذكره صراحة لا رمزاً. ثم يذكر لفظ الصحابي مختصراً.

بالمثال يتضح المقال:

حديث (آخر من يخرج من النار رجلان، فيقول الله عز وجل لأحدهما يا ابن آدم، ما أعددت لهذا اليوم ؟ هل عملت خيراً قط ؟ هل رجوتني ؟ فيقول: لا يا رب، فيؤمر به إلى النار فهو أشد أهل النار حسرة... الخ) حم، عبد بن حميد عن أبي سعيد وأبي هريرة معاً.

ونلاحظ ما يلي:

1-  أنه ذكر من أخرجه مشيراً إلى أحدهما بالرمز وثانيهما صراحة،فالمشار إليه بالرمز (حم) والمشار إليه صراحة عبد بن حميد، وذلك لأنه أكثر التخريج من (حم)أي مسند أحمد بن حنبل، وأما مسند عبد بن حميد فإنه لم يكثر التخريج منه ولذلك ذكره مصرحاً باسمه.

2-      أنه ذكر الصحابيين الجليلين أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة رضي الله     عنهما.

رموزه:

1-      (خ) رمز للإمام البخاري في صحيحه.

2-      (م) رمز للإمام مسلم في صحيحـه.

3-      (حب) رمز لابن حبان في صحيحه.

4-      (ك) رمز للحاكم في مستدركه.

5-      (ض) رمز للضياء للقدسي في المختارة.

6-      (د) رمز لأبي داود السجستاني في سننه.

7-      (ت) رمز للإمام الترمذي في سننه.

8-      (ن) رمز للإمام النسائي في سننه الصغري المسماة بالمجتي.

9-      (ة) تاء مربوطة رمز لابن ماجه في سننه.

10-   (ط) رمز لأبي داود الطيالسي في مسنده.

11-   (حم) رمز للإمام أحمد بن حنبل في مسنده.

12-   (عم) رمز لعبدالله بن الإمام أحمد في زيادته على المسند.

13-   (عب) رمز لعبد الرزاق في مصنفه.

14-   (ص) رمز لسعيد بن منصور في سننه.

15-   (ش) رمز لابن أبي شيبة في مصنفه.

16-   (ع) رمز لأبي يعلى.

17-   (طب) رمز للطبراني في معجمه الكبير.

18-   (طس) رمز للطبراني في معجمه الأوسط.

19-   (طص) رمز للطبراني في معجمه الصغير.

20-   (قط) رمز للدار قطني في سننه.

21-   (حل) رمز لأبي نعيم في الحلية.

22-   (ق) رمز للبيهقي في سننه الكبرى.

23-   (هب) رمز للبيهقي في شعب الإيمان.

24-   (عق) رمز للعقيلي في الضعفاء.

25-   (عد) رمز لابن عدي في الكامل.

26-   (خط) رمز للخطيب البغدادي في تاريخه.

27-   (كر) رمز لابن عساكر في تاريخه.

وهذه المصادر ليست هي كل المصادر التي اعتمد عليها السيوطي في التخريج بل هناك الكثير والكثير، ولكنها هي المصادر التي أكثر التخريج منها ولذلك أشار إليها بالرمز، أما باقي الكتب الأخرى فإنه ذكرها صراحة لعدم الإكثار في التخريج منها ومن راجع الكتاب يجد صحة ما ذكرناه.

وقد حرص السيوطي – رحمه الله – أن يحكم على الأحاديث التي ذكرها من حيث الصحة أو الحسن أو الضعف، وقد نهج في ذلك نهجاً يختلف عن سابقيه جمع فيه بين الفائدة والاختصار.


 

(1)      علم تخريج الحديث أصوله وطرائفه ومناهجه للأستاذ الدكتور / محمد بكار ص 23،34.



بحث عن بحث