الطريقة الخامسة التخريج عن طريق النظر في حال الحديث متنا وسندا (12)

 

 

انتقاد العلماء لكتاب ابن الجوزي :

للأخطاء السابقة التي ألمحنا إليها في كتاب ابن الجوزي فقد تعقبه العلماء بالنقد العلمي الصحيح الخالي من التعصب ، ومن أقوالهم في ذلك :

قال ابن الصلاح :" ولقد أكثر الذي جمع في هذا العصر الموضوعات في نحو مجلدين ، فأودع فيهما كثيرا مما لا دليل على وضعه ، وإنما حقه أن يذكر في مطلق الأحاديث الضعيفة "(1) .

وقال السخاوي :" ربما أدرج ابن الجوزي في " الموضوعات " الحسن والصحيح مما هو في أحد الصحيحين فضلا عن غيرهما ، وهو توسع ينشأ عنه غاية الضرر من ظن ما ليس بموضوع موضوعا ، مما قد يقلده فيه العارف تحسنا للظن به حيث لم يبحث ، فضلا عن غيره ، ولذا انتقد العلماء صنيعه إجمالا والموقع له : استناده غالبا لضعف راويه الذي رمي بالكذب ــ مثلا ــ غافلا عن مجيئه من وجه آخر.."(2) . وممن صرح بكون ابن الجوزي مفرطا متساهلا أيضا : الإمام النووي في " التقريب " والإمام العراقي في " الألفية " والأنصاري في " فتح الباقي شرح ألفية العراقي " وغيرهم .

وممن تعقبه وأثبت إفراطه وتساهله في مواضع كثيرة :

_ الحافظ ابن حجر في كتابه " القول المسدد في الذب عن مسند أحمد " فقد ذكر فيه ( 24 ) حديثا لم تكن من الموضوعات مما ذكر في المسند .

_ وذيل السيوطي على "القول المسدد" واستدرك (14 ) حديثا ذكرها ابن الجوزي أيضا وهي في المسند .

_ وجمع السيوطي ما في " القول المسدد " وما ذيله عليه ، وزاد عليهما أحاديث وجمعها في " القول الحسن في الذب عن السنن " وبلغ ما فيه من الأحاديث نيفا وعشرين ومائة حديث ليست موضوعة ، منها : أربعة في " سنن أبي داود " وثلاثة وعشرون في " جامع الترمذي " وحديث في " سنن النسائي " وستة عشر في " سنن ابن ماجه " وحديث في " صحيح مسلم " وحديث في " صحيح البخاري " من رواية حماد بن شاكر ، وباقيها في " خلق أفعال العباد " للبخاري ، وتعاليق الصحيح ، ومسند الدارمي ، وصحيح ابن حبان ، ومستدرك الحاكم ، وتصانيف البيهقي(3) .

واختصر السيوطي " الموضوعات " وزاد على موارده في كتابه " اللآلئ المصنوعة " وأفرد ما تعقب به ابن الجوزي في كتاب أسماه " النكت البديعات على الموضوعات " ، واختصر النكت في آخر أسماه " التعقبات على الموضوعات " ويبلغ ما تعقبه ثلاثمائة حديث ونيفا كما ذكره في آخره ، وكلاهما مطبوع ، أما " التكت " فقد طبع بتحقيق عامر أحمد حيدر ، بدار الجنان في بيروت عام 1411هـ ، وأما " التعقبات " فقد طبع في لاهور بالهند عام 1304هـ  .


(1) المقدمة ص 279 .

(2) فتح المغيث 1 / 107 .

(3) تدريب الراوي 1 / 278 .

 



بحث عن بحث