أهل القرآن هم أهل الله وخاصته(2)

كيفية التحقق بهذا الوصف ؟:

إن الإنسان هو موضوع القرآن ، بمعنى أن الهدف الأسمى لنزول القرآن هو هداية الإنسان وإصلاحه والسير به في الطريق المؤدي إلى رضا الله وجنته .

ومن أجل تحقيق هذا الهدف جعلها الله رسالة موجزة مقارنة بما تحتويه من معان عظيمة ، ليسهل حملها وقراءتها وحفظها .

 ولكونها رسالة موجزة ، وفقراتها قليلة الكلمات ثقيلة المعاني ، كان من الضروري قراءتها بتأن وتؤدة حتى يتمكن القارئ والسامع من فهم المقصود منها (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً  )[ سوررة الإسراء / 105 ] .

ولأن وظيفتها في الهداية والتغيير تتطلب الزيادة المستمرة للإيمان في القلوب ، كان الأمر الإلهي بترتيلها والتغني بها لتستثير بذلك العاطفة (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً)[ سورة المزمل / 4 ] .

ولأنها تخاطب الناس جميعا، فقد يسرها الله للقراءة ، فلا تحتاج إلى أماكن محددة أو أزمة خاصة لتقرأ فيها : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ)[ سورة القمر / 17 ] .

ولأن مستويات الناس وثقافاتهم ومداركهم مختلفة فقد جعل الله عباراتها مرنة تستوعب الزمان والمكان والأشخاص أيا كان مستواهم .

ولأن الإنسان من طبيعته النسيان ، وكذلك لتعرضه المستمر للمغريات والملهيات خلال يومه وليلته ، كان من الأهمية بمكان أن يداوم على قراءة القرآن لتحدث له دوام التذكرة والتبصرة ، وليعوض بالقرآن ما فقده من إيمان ، وليس ذلك فحسب بل وليمد قلبه بالروح التي تجعله دوما في إقبال على الله .

من هنا كانت التوجيهات النبوية المتعددة بكثرة تلاوة القرآن ، وتعاهده كل يوم ، وحتى لا تمل النفس كان رصد الجوائز والأجر العظيم لكل من قرأ حرفا من القرآن ليستمر الحافز والدافع لديها للقراءة ، كل ذلك ليتحقق المقصود من اللقاء بالقرآن .



بحث عن بحث