شفاعة القرآن لأصحابه يوم القيامة(2)

 

 

الشرح والبيان:

في هذه الأحاديث حض على قراءة القرآن الكريم والوقوف عند أوامره ونواهيه ، وحلاله وحرامه ، واتباعه في كل ما دعا إليه ، وحث عليه ، والعمل به ليلا ونهارا ، سرا وجهارا ، وهذا ما تفيده رواية النواس بن سمعان الكلابي عند الإمام مسلم في صحيحه ( 805 ) يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( يؤتى بالقرآن يوم القيامة ، وأهله الذين كانوا يعملون به ، تقدمه سورة البقرة وآل عمران ) وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ، ما نسيتهن بعد ، قال : ( كأنهما غمامتان ، أو ظلتان سودوان ، بينهما شرق ، أو كأنهما حزقان ، من طير صواف ، تحاجان عن صاحبهما ).

فهذا الحديث يفيد أن من قرأ القرآن ، ولم يعمل به ، فلم يحرم حرامه ، ولم يحل حلاله ، ولم يعتقد عظمته ليس من أهله ، ولا يكون القرأن شفيعا له يوم القيامة ، بل يكون حجة عليه كما جاء في حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه مرفوعا عند مسلم ( 223) ( والقرآن حجة لك أو عليك ) ، وهذا ما نطق به حديث جابر رضي الله عنه ( من جعله أمامه ) أي بالعمل به ( قاده إلى الجنة ) ( ومن جعله خلفه ) أي بترك العمل به ( ساقه إلى النار ) والعياذ بالله تعالى .

وأخرج الدارمي عن أبي موسى الأشعري ــ رضي الله عنه ــ أنه قال : " إن هذا القرآن كائن لكم أجرا ، وكائن لكن ذكرا ، وكائن لكم نورا ، وكائن عليكم وزرا ، اتبعوا القرآن ، ولا يتبعكم القرآن ، فإنه من يتبع القرآن يهبط به في رياض الجنة ، ومن اتبعه القرآن يزخ ــ أي يدفع ــ في قفاه ، فيقذفه في جهنم "



بحث عن بحث