مشكل أحاديث شؤم المرأة(4)

تخريج الرواية الثالثة :

الرواية الثالثة: (إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس).

أخرج هذه الرواية بهذا اللفظ البخاري في صحيحه: قال حدثنا محمد بن منهال حدثنا يزيد بن زُريع حدثنا عمر بن محمد العسقلاني عن أبيه عن ابن عمر قال: ذكروا الشؤم عند النبي فقال النبيصلى الله عليه وسلم: (إن كان الشؤم في شيء، ففي الدار والمرأة والفرس)(1)

وقد أخرج مسلم هذه الرواية باختلافٍ يسير وزيادة : فروى بسنده عن عمر بن محمد بن زيد أنه سمع أباه يحدِّث عن ابن عمر عن النبي أنه قال: (إن يكن من الشؤم شيء حق، ففي الفرس والمرأة والدار )(2)

والزيادة هنا هي قوله صلى الله عليه وسلم "... حق...". وقد أخرج مسلم هذه الرواية في مكان آخر من طريق ابن عمر أيضاً لكن دون تلك الزيادة : (..عن حمزة بن عبد الله ابن عمر عن أبيه أن رسول الله قال: (إن كان الشؤم في شيءٍ، ففي الفرس والمسكن والمرأة )(3) .

وبهذا اللفظ يوافق مسلم لفظ البخاري في روايته المذكورة أعلاه. وقد ذكر مسلم هذه الرواية من طريق آخر عن الصحابي سهل بن سعد رضي الله عنه باختلاف يسير في اللفظ ، فقال :  حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قَعْنب حدثنا مالك عن أبي حازم عن سهل ابن سعد قال: قال رسول الله : (إن كان ففي المرأة والفرس والمسكن، يعني الشؤم ) (4)

وأخرج مالك هذه الرواية من طريق سهل بن سعد أيضاً: فقد روى بسنده عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله قال: إن كان ففي الفرس والمرأة والمسكن، يعني الشؤم )(5).

وأخرج هذه الرواية أيضاً الإمام أحمد في مسنده عن سهل بن سعد باللفظ نفسه.(6)

وقد أخرجها أيضاً بطريق آخر عن ابن عمر،  قال : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمر بن زيد أنه سمع أباه يحدّث عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( إن يكن من الشؤم حق، ففي المرأة والفرس والدار )(7)

بهذا اللفظ يوافق الإمام أحمد مسلماً في زيادة كلمة "حق ".

وقد أخرج ابن ماجه هذه الرواية أيضاً: فقد روى بسنده عن سهل بن سعد أن رسول الله قال:إن كان ففي الفرس والمرأة والمسكن، يعني الشؤم )(8) .

وهذه الرواية بطرقها المختلفة وزيادتها عن عبد الله بن عمر، وعن سهل بن سعد الساعدي رواية صحيحة أيضاً، حيث لا يوجد أي نقد موجَّه إليها في كتب تخريج الحديث، بالإضافة إلى أنها مروية في أوثق كتب السنة، في صحيحي البخاري ومسلم، فضلاً عن تخريجها في كتب مالك، وابن حنبل وابن ماجه.

وهكذا نصل إلى نتيجة عامة مفادها أن روايات حديث" شؤم المرأة " الثلاثة كلها صحيحة وثابتة(9)،لذلك يحق لنا الآن أن نمضي في البحث خطوة أخرى، طالما تأكدنا من صحتها، لأنه لو لم تثبت لنا صحتها لانتفى مبّرر البحث عن حلٍ للإشكال الظاهر فيها.


(1) الجامع الصحيح، كتاب: النكاح، باب: ما يُتقى من شؤم المرأة، رقم الحديث: 4704.

(2) الجامع الصحيح، كتاب: السلام، باب: الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم، رقم الحديث: 4129.

(3) الجامع الصحيح، كتاب: السلام، باب: الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم، رقم الحديث: 4130.

(4) الجامع الصحيح، كتاب: السلام، باب: الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم، رقم الحديث: 4131.

(5) الموطأ، باب: ما يُتقى من الشؤم، رقم الحديث: 1537.

(6) المسند، باقي مسند الأنصار، حديث أبي مالك سهل بن سعد الساعدي، رقم الحديث: 21769، 21796

(7) المسند، مسند المكثرين من الصحابة، مسند عبد الله بن عمر، رقم الحديث: 5318.

(8) سنن ابن ماجه، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي (بيروت، دار إحياء التراث العربي)، كتاب: النكاح، باب: ما يكون فيه اليُمن والشؤم، رقم الحديث: 1984.

(9) انظر : طرح التثريب في شرح التقريب، (بيروت، دار إحياء التراث العربي)، 7/118-119. وانظر أيضاً، سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، (الرياض، مكتبة المعارف، ط1، 1415هـ/1995م)، 4/521-522.



بحث عن بحث