مشكل أحاديث شؤم المرأة(3)

تخريج الرواية الثانية:

الرواية الثانية: (الشؤم في المرأة والدار والفرس)

أخرج هذه الرواية بهذا اللفظ الإمام البخاري في صحيحه : بسنده عن ابن شهاب عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الشؤم في المرأة والدار والفرس )(1).

وروى البخاري هذا الحديث أيضاً في مكان آخر بزيادة " لا عدوى ولا طيرة " في أوله، مع تغيير بسيط في أحد ألفاظه: فقد روى بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال:(لا عدوى ولا طيرة والشؤم في ثلاث في المرأة والدار والدابة)(2).

أخرج هذه الرواية بلفظها نفسه مع اختلافٍ فقط في ترتيب الألفاظ، الإمام النسائي في سننه: فقد روى بسنده عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: ( الشؤم في الدار والمرأة والفرس)(3) .

ورواه أيضاً بزيادة " في ثلاثة " بطريق آخر: قال :أخبرنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن منصور واللفظ له قالا: حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الشؤم في ثلاثة في المرأة والدار والفرس )(4)

 وقد أخرج هذه الرواية باختلاف يسيرٍ في الألفاظ الإمام الترمذي في سننه: فقد روى بسنده عن سالم وحمزة ابني عبد الله بن عمر عن أبيهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الشؤم في ثلاثة في المرأة والمسكن والدابة). وقال الترمذي عن هذا الحديث بأنه: " حديث صحيح "(5) .

وقد أخرج أبو داود هذه الرواية باختلافٍ في ترتيب كلماتها فقط: فروى بسنده عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الشؤم في الدار والمرأة والفرس)(6).

وأخرجها ابن ماجه بزيادة: فقال : حدثنا يحيى بن خلف أبو سلمة حدثنا بشر بن المفضَّل عن عبد الرحمن بن إسحق عن الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(الشؤم في ثلاثٍ في الفرس والمرأة والدار).

 قال الزهري: حدثني أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة أن جدته زينب حدثته عن أم سلمة أنها كانت تعدُّ هؤلاء الثلاثة وتزيد معهن (السيف).(7)

وقد أخرج الإمام أحمد هذه الرواية في مسنده أيضاً: بسنده عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( الشؤم في ثلاث في الفرس والمرأة والدار)(8).

وأخرجها الإمام مالك في موطئه: بسنده عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الشؤم في الدار والمرأة والفرس )(9) .

وقد أخرج هذه الرواية أيضاً أحمد والطبراني والطيالسي عن أبي هريرة رضي الله عنه.(10)[

ونلاحظ من استعراض طرق هذه الرواية، أنها كلها من طريق عبد الله بن عمر، وأبي هريرة رضي الله عنهم، ما عدا زيادة السيف فإنها جاءت من طريق السيدة أم سلمة رضي الله عنها. وفي الحقيقة فإن هذه الرواية صحيحة أيضاً بتصحيح الترمذي لها، هذا فضلا عن أنه لا يوجد أيَّ نقدٍ لأيٍ من رجالها في كتب تخريج الحديث، فهي إذا صحيحة أيضاً مثلها مثل الرواية السابقة.


(1) الجامع الصحيح، كتاب: النكاح، باب: ما يُتقى من شؤم المرأة، رقم الحديث: 4703.

(2) الجامع الصحيح، كتاب: الطب، باب: الطيرة، رقم الحديث: 5312.

(3) السنن الكبرى، تحقيق: عبد الغفار سليمان البنداري، وسيد كسروي حسن (بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1411هـ/1991م)، كتاب: الخيل، باب: شؤم الخيل، رقم الحديث: 3513.

(4) النسائي، السنن الكبرى، كتاب: الخيل، باب: شؤم الخيل، رقم الحديث: 3512.

(5) سنن الترمذي، تحقيق: أحمد شاكر (بيروت، دار إحياء التراث العربي)، كتاب: الأدب عن رسول الله، باب: ما جاء في الشؤم، رقم الحديث: 2749.

(6) سنن أبي داود، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد (بيروت، دار الفكر)، كتاب: الطب، باب: في الطيرة، رقم الحديث: 3421.

(7) سنن ابن ماجه، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي ( بيروت، دار الفكر)، كتاب النكاح، باب: ما يكون فيه اليُمن والشؤم، رقم الحديث:1985.

(8) المسند، (القاهرة، مؤسسة قرطبة)، مسند المكثرين من الصحابة، مسند عبد الله بن عمر، رقم 4316، 4691، 5692، 5822، 5920.

(9) الموطأ، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي (بيروت، دار إحياء التراث العربي)، باب: ما يُتقى من الشؤم، رقم الحديث: 1538.

(10) المسند، 6/150، 240، رقم الحديث: 26076-25209.  مسند الطيالسي، (بيروت، دار المعرفة)، 1/215. ، المعجم الأوسط، تحقيق: طارق الحسيني (القاهرة، دار الحرمين، 1415هـ)، 7/279.



بحث عن بحث