الحلقة (15) الاهتمام بالسنة النبوية عبر العصور المختلفة (2-2)

تحدثنا في الحلقة السابقة عن الاهتمام بالسنة النبوية في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي هذه الحلقة نذكر اهتمام الخلفاء الراشدين ومن بعدهم بالسنة.

في عصر الخلفاء الراشدين:

امتدت الرقعة الإسلامية، وكثرت الفتوحات، واختلط المسلمون بغيرهم، وبدأ ظهور الخلاف والفرقة بين المسلمين.. ومع هذه العوامل وغيرها ظل الحديث سالـمًا ولله الحمد من التحريف، ودخول الوضع فيه لما تميز هذا العهد من ميزات منها:

1 ـ جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر وعهد عثمان  رضي الله عنهما.

2 ـ تثبت الصحابة من رواية الحديث ـ كما سبقت الإشارة إلى ذلك.

3 ـ قلة اختلاط الحديث بكلام الناس.

عصر ما بعد الخلفاء الراشدين:

لا شك أن عصر الخلفاء الراشدين ـ بظهور تلك العوامل ـ كان توطئة للاهتمام بالحديث، وعمل الجهود الحثيثة في ذلك لكن مع توسع الرقعة الإسلامية واختلاط غير المسلمين بالمسلمين احتاج المسلمون إلى تدوين حديث رسول الله ﷺ حتى لا يضيع وبخاصة وقد مات كثير من الصحابة رضوان الله عليهم.

فكان أول من شرع بذلك الإمام ابن شهاب الزهري : بأمر من الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز :، فكتب إلى عماله ومنهم أبو بكر بن حزم : أن: (انظر ما كان من حديث رسول الله ﷺ فاكتبه فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء) فاستجاب الإمام الزهري - رحمه الله -، ثم توالت الجهود في التصنيف والتقعيد حتى جاءت المائة الثالثة فكانت زهرة التصنيف في جمع الحديث وهي التي ظهر فيها الصحاح والسنن والمسانيد.

فاتسم هذا العصر بما يلي:

أ ـ جمع الأحاديث النبوية المسندة إلى النبي ﷺ.

     ب ـ ذكر بعض أقوال الصحابة والتابعين، ويظهر هذا في المصنفات والمسانيد أكثر منها في الصحاح .

ج ـ العناية بذكر الإسناد لكل حديث.

د ـ العناية بذكر الصحيح والحسن (المقبول) وشيء من الضعيف إلا من اشترط الصحة.

هـ ـ عدم النص على الحكم في الغالب.

و ـ عدم التعليق على الأحاديث.

ز ـ عدم اختلاط الحديث بغيره من كلام الناس.

ويعد القرن الثالث الانطلاقة الكبرى في بذل مزيد من الجهود الحديثية فتنوع التصنيف والتدريس وغيرها.



بحث عن بحث