الحرب خدعة

 

عَنْ جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنهما – قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: « الْحَرْبُ خُدْعَةٌ »(1).

شرح المفردات(2):

(خُدْعَةٌ) فيها ثلاث لغات مشهورات اتفقوا على أن أفصحهن ( خَدْعة ) بفتح الخاء وإسكان الدال، قال ثعلب وغيره: وهي لغة النبي صلى الله عليه وسلم. الثانية: بضم الخاء وإسكان الدال، والثالثة : بضم الخاء وفتح الدال، كذا قال النووي، وحكى المنذري لغة رابعة: بالفتح فيهما.

وأصل الخدع إظهار أمر وإضمار خلافه.

من فوائد الحديث(3):

1- قال ابن المنير: معنى الحرب خدعة: أي الحرب الجيدة لصاحبها الكاملة في مقصودها إنما هي المخادعة لا المواجهة، وذلك لخطر المواجهة وحصول الظفر مع المخادعة بغير خطر.

2- التحريض على أخذ الحذر في الحرب، والندب إلى خداع الكفار، وأن من لم يتيقظ لذلك – أي يجتهد في مخادعة الكفار- لم يأمن أن ينعكس الأمر عليه.

3- قال النووي: اتفقوا على جواز خداع الكفار في الحرب كيفما أمكن، إلا أن يكون فيه نقض عهد أو أمان فلا يجوز، وقال ابن العربي: الخداع في الحرب يقع بالتعريض وبالكمين ونحو ذلك.

4- في الحديث الإشارة إلى استعمال الرأي في الحرب: بل الاحتياج إليه آكد من الشجاعة.

5- ذكر الواقدي أن أول ما قال النبي صلى الله عليه وسلم " الحرب خدعة " في غزوة الخندق .

 


 


(1) أخرجه البخاري برقم (3030)، ومسلم برقم (4637).

(2) شرح النووي على مسلم - (4 / 27)، فتح الباري لابن حجر (9/ 31).

(3) انظر: المرجعين السابقين.



بحث عن بحث