الحكمة في الجمع بين الخليل والحبيب في تشهدنا في الصلاة

 

 

ولما كانت دعوة إبراهيم عليه السلام لهذه الأمة وإجابة الله له نعمة من نعم الله الكبرى علي هذه الأمة كان حقا علي هذه الأمة أن تشكر هذه النعمة وأن تقابل الحب بحب والجميل بجميل ، لذلك أجرى الله على ألسنة أبنائها ذكر الخليل مقترنا بذكر الحبيب في كل صلاة حيث يقول المصلي"اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم"

والحكمة في ذلك كما يقول الفخر الرازي:

1 ــ أن إبراهيم عليه السلام دعا لمحمد صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( رَبَّنَا وابعث فِيهِمْ رَسُولاً مّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آياتك ) فلما وجب للخليل على الحبيب حق دعائه له: قضى الله تعالى عنه حقه بأن أجرى ذكره على ألسنة أمته إلى يوم القيامة.

2 ــ أن إبراهيم عليه السلام سأل ذلك ربه بقوله :( واجعل لي لِسَانَ صِدْقٍ فِى الآخرين ) يعني ابق لي ثناء حسناً في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فأجابه الله تعالى إليه وقرن ذكره بذكر حبيبه إبقاء للثناء الحسن عليه في أمته.

3 ــ أن إبراهيم كان أب الملة لقوله : ( مّلَّةَ أَبِيكُمْ إبراهيم ) ومحمد كان أب الرحمة ، وفي قراءة ابن مسعود :" النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم" وقال في قصته :( بالمؤمنين رَءوفٌ رَّحِيمٌ)وقال عليه السلام : ( إنما أنا لكم مثل الوالد )(1)  يعني في الرأفة والرحمة ، فلما وجب لكل واحد منهم حق الأبوة من وجه قرب بين ذكرهما في باب الثناء والصلاة.

4 ــ أن إبراهيم عليه السلام كان منادي الشريعة في الحج :( وَأَذّن فِى الناس بالحج ) وكان محمد عليه السلام منادي الدين :( سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِى للإيمان ) فجمع الله تعالى بينهما في الذكر (2) .

 


(1) الحديث أخرجه ابو داود في سننه كتاب الطهارة باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة والنسائي في سننه كتاب الطهارة باب النهي عن الاستطابة بالروث وابن ماجه في سننه كتاب الطهارة وسننها باب الاستنجاء بالحجارة

(2) تفسير الفخر الرازي 4/72

 



بحث عن بحث