العلاقة بين السيرة والمغازى

 

كان المؤرخون المسلمون في فترة سابقة يقرنون كلمة المغازي بكلمة السير، فيقولون (المغازي والسير) ولبعض المتقدمين مؤلفات تحمل الكلمتين معا، فلابن عبدالبر كتاب اسمه (الدرر في اختصار المغازي والسير) ولابن سيد الناس كتاب أسماه (عيون الأثر في المغازي والشمائل والسير)، وقد عقد البخاري في صحيحه كتابا أسماه كتاب (المغازي).

وكلمة المغازي مأخوذة من الفعل: غزا، يقال: غزا يغزو غزوا فهو غاز وجمعه غزاة وغز، والغزو: الخروج إلى محاربة العدو(1).

وقد أطلق العلماء الغزوات على أخبار الغزاة وغزواتهم ثم صارت تستخدم في الحديث عن غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وجهاده ومعاركه التي خاضها في سبيل نصرة الدين وانتشار الدعوة، ثم توسعوا في هذا المعنى فصارت تشمل حياة النبي صلى الله عليه وسلم كلها،وهي بهذا المعنى الأخير مرادفة لمعنى كلمة السير(2).

يقول محققوا كتاب السيرة لابن هشام: (لفظتا المغازي والسير إذا أطلقتا فالمراد بهما عند مؤرخي المسلمين: تلك الصفحة الأولى من تاريخ الأمة العربية، صفحة الجهاد في إقامة صرح الإسلام وجمع كلمة العرب تحت لواء الرسول صلى الله عليه وسلم، وما يضاف إلى ذلك من نشاط النبي صلى الله عليه وسلم وذكر أبائه وما سبق حياته من أحداث لها صلة بشأنه وحياة أصحابه الذين أبلوا معه في إقامة الدين)(3).


 

 


         (1)      المفردات ص 260.
(2)
     السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة لشيخي الأستاذ الدكتور مروان شاهين ص 9، ومحمد رسول الله بين كتاب السيرة العطرة ص 18-19.
(2)
     السيرة النبوية لابن هشام، المقدمة، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الإبياري وعبدالحفيظ شلبي.



بحث عن بحث