مراتب التعديل وتطبيقاتها

 

ألفاظ التوثيق والتعديل على ست مراتب :

الأولى، وهي أعلاها: ما يدل على المبالغة في التوثيق، أو كان على وزن «أفعل».

الثانية: ما تأكد بصفة أو صفتين من صفات التوثيق.

الثالثة: ما دل على التوثيق من غير تأكيد.

الرابعة: ما دل على التعديل من دون إشعار بتمام بالضبط.

الخامسة: ما ليس فيه دلالة على التوثيق أو التجريح.

السادسة: ما أشعر بالقرب من التجريح.

أما المراتب الثلاث الأولى، فحديثهم صحيح، والرابعة حديثهم حسن، والخامسة يكتب حديثهم ويختبر، والسادسة، لا يحتج بحديثهم بل يكتب حديثهم للاعتبار.

وبيان ذلك: اصطلح علماء الحديث على ألفاظ يصفون بها الرواة ليميزوا بها بين مراتب أحاديثهم من حيث القبول والرد على تفاوت يسير في دلالاتها بينهم، وهذه  الألفاظ كما يلي:

المرتبة الأولى: وصف الراوي بما يدل على المبالغة في التوثيق، وأصرح ذلك التعبير بأفعل، كأوثق الناس، أو أثبت الناس، أو إليه المنتهى في التثبت، أولا أعرف له نظيرًا في الدنيا، أو أوثق من أدركت من البشر، كقول هشام ابن حسان: حدثني أصدق من رأيت من البشر محمد بن سيرين(1)

المرتبة الثانية: ما تأكد بصفة أو صفتين من صفات التوثيق ـ لفظًا ـ كثقة ثقة، ـ أو معنى ـ كثقة حافظ، وثبت حجة، وثقة متقن. كقول ابن سعد في شعبة: ثقة مأمون ثبت حجة صاحب حديث(2)

المرتبة الثالثة: ما أفرد فيه لفظ التوثيق، كثقة، أو ثبت، أو إمام، أو حجة. أو تعدد، لكن مجموعه بمعنى المفرد، مثل: عدل حافظ، أو عدل ضابط، كقول الحاكم: الشافعي إمام(3)

المرتبة الرابعة: ما دل على التعديل من دون إشعار بتمام بالضبط، مثل: صدوق، أو خيار، أو ليس به بأس ـ عند غير ابن معين ـ، وأما ابن معين فإنه قال: إذا قلت لك: ليس به بأس فهو ثقة.

المرتبة الخامسة: ما فيه دلالة على التوثيق مع إشعار شيء من التجريح في الحفظ، مثل: صدوق له أوهام، أو صدوق من يهم، أو محله الصدق، أو إلى الصدق ما هو، أو شيخ، أو أرجو أنه لا بأس به، أو ما أعلم به بأسًا.

المرتبة السادسة: ما أشعر بالقرب من التجريح، مثل: مقارب الحديث، أو صالح الحديث يكتب حديثه، أو يعتبر به، أو مقارب الحديث، كقول البخاري في إسماعيل بن رافع: هو ثقة مقارب الحديث(4) يعني أنه في أقل درجات التوثيق.

حكم هذه المراتب :

1- من قيل فيه من الرواة لفظ من ألفاظ المراتب الثلاث الأولى، فحديثه صحيح، وبعضه أصح من بعض.

2- وأما أهل المرتبة الرابعة: فيكتب حديثه ويحكم على حديثه بـ: الحسن لذاته على الصحيح من أقوال العلماء(5)

3- وأما أهل المرتبة الخامسة: فيكتب حديثهم ويختبر بأحاديث الثقات، فإن وافقهم احتج به وإلا فلا.

4- وأهل السادسة: لا يحتج بحديثهم بل يكتب حديثهم للاعتبار فقط، دون الاختبار، وذلك لظهور أمرهم في عدم الضبط. 


(1)  تهذيب الكمال (25/350).

(2)  الطبقات الكبرى (7/280).

(3) نقلها ابن عدي في الكامل (1/124).

(4) سنن الترمذي بعد حديث رقم(1666).

(5) اختلف العلماء – رحمهم الله تعالى – في الحكم على أهل هذه المرتبة، فمنهم من نظر إلى أنهم مجرحون في ضبطهم فجعل حديثهم ضعيفًا قابلًا للانجبار، ومنهم من نظر إلى أن الجرح ضعيف، وفي الضبط فلا ينزلهم إلى مرتبة الضعف فيكون حديثهم من قبيل الحديث الحسن. وهذا هو الراجح – والله أعلم – لأن تطبيقات العلماء في الأحكام تتسق مع هذا الحكم، ويراجع في ذلك كتب العلل والشروح، ومنها علل الدارقطني، وفتح الباري وغيرهما.

 



بحث عن بحث