أهمية الحديث الموضوعي وأهداف البحث فيه(2-2)

 

سابعاً: هذا النوع من الدراسات يفسح المجال لتأصيل الدراسات أو تصحيح مسارها, فهناك علوم ومعارف ظهرت في العصر الحديث بمسميات جديدة :كالتربية وعلم النفس والطب وفروعه ونحو ذلك.

فجمع الأحاديث لمثل هذه الموضوعات يبين مدى ارتباط الدين الإسلامي بهذه المعارف, وأن لها أسساً كثيرة في السنة النبوية, ويفسح المجال للدارسين في شتى هذه التخصصات, فيحاول كل منهم تجلية ما يتعلق باختصاصه من السنة النبوية بصورة أعمق, ويسجل سبق سنة المصطفى ه الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى –إلى تلك العلوم والمعارف كـالطب النبوي والطب النفسي الذي يتجلى واضحاً في تعامله- صلوات ربي وسلامه عليه – مع الناس عامّة.

يقول ابن القيّم :: (وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلّب جناحيه في السماء إلاّ ذكر للأمة منه علماً, وعلّمهم كل شيء, وبالجملة فجاءهم بخيري الدنيا والآخرة برمّته, ولم يحوجهم الله إلى أحد سواه)(1).

ثامناً: أعداء الإسلام قديماً وحديثاً يختلقون الطعون والشبهات للقدح في السنة النبوية, وكثير ممن تأثر بهم مازالوا يزينون للناس: أن الإسلام الذي نزل منذ ألف وأربعمائة سنة على أعراب يعيشون في البادية وفي الصحاري يرعون الغنم, فكيف يصلح هذا الدين لقوم يعيشون في القرن العشرين, ووصلوا إلى القمر..وغزو الفضاء.. ولا يمكن أن يُرد عليهم.. ويُجاب على تساؤلاتهم إلا بطرح علمي, وذلك بالجمع عن طريق الحديث الموضوعي, الذي يتبين لنا من خلاله كيف رسم النبي صلى الله عليه وسلم جميع ما يتعلق بمنهجية الحياة والسعادة في الدنيا والآخرة, فالسنة كفيلة في بيان الكليات والجزئيات من الدين وكونه صالحاً لكل زمان ومكان.

تاسعاً: إبراز مكانة النبي صلى الله عليه وسلم وخصائصه وما تميز به, فعندما تجمع مجموعة أحاديث في النية مثلاً تتجلى أمامنا هذه الخصيصة واضحة, مثل أن تجمع أحاديث في جوده وكرمه ه تتبين لنا هذه الصفة بكل أبعادها وثمارها وهكذا.

ثانيا: أهداف البحث في الحديث الموضوعي:

بناء على ما سبق تتجلى لنا أهداف دراسة الحديث الموضوعي ويمكن أن نلخصها فيما يلي:

1- خدمة السنة النبوية في مجالاتها المتعددة.

2- جمع أحاديث موضوعات متفرقة بين الكتب لا يمكن جمعها إلا عن هذا الطريق.

3- استخراج النصوص للعلوم المستجدة والنوازل والمسائل الجديد والنوازل والمستجدات لتنزيل الأحكام عليها.

4- بيان تكامل النصوص فيتبين ما ظاهره التعارض والناسخ والمنسوخ والعام والخاص والمطلق والمقيد ويدخل في هذا معرفة الصحيح من السقيم والمنكر من المعروف والشاذ من المحفوظ.

5- تقديم السنة النبوية إلى الناس بأسلوب يناسب كل زمن ومستجداته وتلبي حاجات الناس الثقافية والعلمية وغيرها وتعطي صورة واضحة جلية عن ثراء السنة بالعلوم المختلفة التي أبرزت حديثاً بطابع عصري جديد.

6- الإجابة على شبهات المشككين في السنة النبوية ومكانتها وحجيتها حيث تفند تلك الشبهات وترد من خلال الجمع الموضوعي للحديث في أي مجال من المجالات.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


(1)  إعلام الموقعين عن رب العالمين, لابن القيم 4/285-286 .

 



بحث عن بحث