المبحث السابع : (أنواع التربة)

 

 

   حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً، فكان منها نقية قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا، وسقوا، وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان، لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأ، ذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به، فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً، ولم يقبل هدى الله الذي أُرسلت به»(*).

   أخرجه البخاري(1)، ومسلم(2)، وأحمد(3)، وابن أبي عاصم(4)، وعبدالله ابن الإمام أحمد – في زوائده على المسند (5) وأبو يعلى(6)، وابن حبان(7)، والرامهرمزي(8)، وأبو الشيخ(9)، والبيهقي(10)، كلهم من طرق عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن بريد بن عبدالله، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري .

 

الاستدلال :

استدل بهذا الحديث الدكتور عبدالعليم عبدالرحمن خضر، في كتابه (المنهج الإيماني للدراسات الكونية...) (11)؛ على سبق الحديث العلمي، لعلم التربة والجيولوجيا والجغرافيا الطبيعة، وتكلم على أنواع التربة بالتفصيل،
فذكر الأنواع التي وردت في الحديث، وأقسام كل نوع، وتركيبها الكيميائي، ثم يذكر عقب أكثر من فقرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بهذا منذ ألف وأربع مئة سنة
(12).

 

التعليق :

   إدخال المستدل للحديث في هذا المجال، وتهويله، وأسلوبه الموحي بأن أنواع التربة المذكورة في الحديث، إنما عرفت بجلاء بواسطة العلم المعاصر؛ فيه نظر، فالنبي صلى الله عليه وسلم يبين أنواع الناس في استقبال الهدى والعلم الذي جاء به، بمثل محسوس مشاهد، خاصة للعرب أهل الرعي والزراعة؛ فذكر لهم أمراً يعرفونه حق المعرفة، فلا يحتاج الأمر لكل هذا العناء.

 

 


 


 

(*) المنهج الإيماني للدراسات الكونية في القرآن الكريم، ص (417).

(1) صحيح البخاري – كتاب العلم – باب فضل من عَلِم وعلم (1/175ح 79).

(2) صحيح مسلم – كتاب الفضائل – باب بيان مثل ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم  من الهدي والعلم    

     (4/1787، 1788 ح 2282).

(3) المسند (4/399).

(4) السنة (ص423ح 903).

(5) المسند (4/399).

(6) مسند أبي يعلى (13/295، 296ح 7311).

(7) الإحسان (1/103ح4).

(8) أمثال الحديث (ص 36، 37ح12).

(9) الأمثال (ص 378، 379ح 326).

(10) دلائل النبوة (1/368).

(11) المنهج الإيماني للدراسات الكونية في القرآن الكريم، ص (417) وما بعدها.

(12) هذا حاصل كلامه، ومن أراد الزيادة فليراجع كتابه ص (418 – 448).

 



بحث عن بحث