المبحث الثاني عشر (نزع الأعراق (2ـ2))

 

4 – وأما حديث مالك بن الحويوث، فلفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله تبارك وتعالى أن يخلق النسمة، فجامع الرجل المرأة، طار ماؤه في كل عرق وعصب منها، فإذا كان يوم السابع، أحضر الله له كل عرق بينه وبين آدم» ثم قرأ: "في أي صورة ما شاء ركبك "[الانفطار: 8].

  أخرجه الطبراني في الأوسط(1)، والصغير(2)، من طريق خليفة بن خياط.

  وأخرجه ابن مندة(3)، والبيهقي – في الأسماء والصفات –(4)من طريق أبي بكر عبدالله بن محمد بن أبي الأسود، وجمعهما الطبراني في الكبير(5).

   كلاهما قالا: حدثنا أنيس بن سوار الجرمي، قال: حدثني أبي، عن مالك ابن الحويرث.

قال الطبراني في الأوسط والصغير: "لا يروى عن مالك بن الحويرث إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن سوار".

  وقال ابن مندة: "وهذا إسناد متصل مشهور، على رسم أبي عيسى، والنسائي وغيرهما".

  وقال الهيثمي: "رواه الطبراني في الثلاثة، ورجاله ثقات"(6).

  وجَوَّدَ السيوطي إسناده، في الدر(7).

  وأنيس بن سوار الجَرْمي، وأبوه، ذكرهما البخاري(8)، وابن أبي حاتم(9)، ولم يذكرا فيهما جرحاَ ولا تعديلاً، وذكرهما ابن حبان في ثقاته(10).

  وذِكْر البخاري، وابن أبي حاتم لهما؛ ليس توثيقاً، كما يظنه البعض؛ ولذا فهما في عداد المجاهيل؛ فالحديث ضعيف، والذي قبله أضعف منه، ويغني عنهما حديث أبي هريرة السابق.

الاستدلال :

  استدل بالحديثين(1) و(3) الدكتور/ محمد علي البار، في كتابه (خلق الإنسان بين الطب والقرآن) (11)، والدكتور/ مأمون شقفه، في كتابه (القرار المكين)(12).

  واستدل بحديث (1) الدكتور/ محمود ناظم النسيمي، في كتابه (الطب النبوي والعلم الحديث)(13)، والدكتور/ حامد محمد حامد، في كتابه (رحلة الإيمان في جسم الإنسان)(14)، وأحمد محمود سليمان، في كتابه (القرآن والطب)(15)، ومحمود مهدي استانبولي، في كتابه (دلائل النبوة في ضوء المعارف الحديثة)(16)، ومحمد كامل عبدالصمد، في كتابه (الإعجاز العلمي في الإسلام – السنة)(17)، والدكتور/ عبدالله عبدالرحيم العبادي، في كتابه (العلم الحديث حجة للإنسان أم عليه)(18)، كلهم على أن الحديث موافق، بل سابق لما كشفه علم الوراثة؛ من أن بعض الصفات، قد تظهر على الأبناء نتيجة وجودها في أحد أسلافه؛ مع عدم ظهورها في آبائه أو أجداده.

  يقول الدكتور/ البار: "وعلم الوراثة الحديث، يؤكد أن الشبه بين المولود ووالديه، قد يكون غير ظاهر، بل بعيد كل البعد عن كلا الأبوين، كما حدث للفزاري الذي جاءته امرأته بغلام أسود، وبما أن الصفات الوراثية قد تكون سائدة (DOMINANT)، وقد تكون متنحية (RECESSIVE)، فإن الصفات المتنحية لا تكون ظاهرة لا في الأب، ولا في الأم، فإذا اتفق وكان كلا الأب والأم يحملان هذه الصفات المتنحية، فإن ربع أولادهم – تقريباً – ستظهر فيهم هذه الصفة المتنحية بصورة واضحة جلية، وذلك لاجتماع الصفتين من كلا الأب والأم"(19).

 

 


(1)  المعجم الأوسط (2/265، 266ح 1636).

(2)  المعجم الصغير (1/70، 71 ح 100).

(3)  التوحيد (1/231، 232ح 89).

(4)  الأسماء والصفات؛ (ص (387).

(5)  المعجم الكبير (7/134).

(6)  المجمع (7/134).

(7)  الدر المنثور (8/439).

(8)  التاريخ الكبير (2/43) و (4/167).

(9)  الجرح والتعديل (2/335) و (4/270).

(10) الثقات (6/82)، (8/134)، (6/422).

(11) خلق الإنسان بين الطب والقرآن ص (152، 198، 392)، ونقله إلى كتابه (هل هناك طب نبوي ص 265)، و (الوجيز في علم الأجنة القرآني ص 24).

(12) القرار المكين ص (182).

(13) الطب النبوي والعلم الحديث (3/371).

(14) رحلة الإيمان في جسم الإنسان، ص (22).

(15) القرآن والطب، ص (123).

(16) دلائل النبوة في ضوء المعارف الحديثة، ص (407).

(17) الإعجاز العلمي في الإسلام – السنة، ص (181).

(18) العلم الحديث حجة للإنسان أم عليه (2/35).

(19) خلق الإنسان بين الطب والقرآن، ص (153، 154).



بحث عن بحث