المبحث السادس (مدى فعالية موانع الحمل (3-3))

 

الاستدلال:

استدل الدكتور/ محمد علي البار في كتابه (خلق الإنسان....) بحديث [أ] (1) و[جـ](2)، واستدل الدكتور/ عبد الله عبدالرحيم العبادي في كتابه (العلم الحديث حجة...) بحديث [ب وجـ](3)، والدكتور/ سعيد محمود يان العوضي في بحثه (الجوانب الطبيعية للعزل...) (4) بحديث (د) ، كلهم على أنها تتفق مع ما كشفه العلم الحديث، من إمكانية حدوث الحمل رغم موانع الحمل المختلفة .

 

قال الدكتور/ البار عند إيراده حديث [أ] ، أنه: "إعجاز كامل ، لا يتصوره إلا من درس وسائل منع الحمل ، ونسبة النجاح فيها ، فمن وسائل منع الحمل وسائل قديمة معروفة مثل (العزل) ، ومنها وسائل حديثة مثل حبوب منع الحمل ، واللولب الذي يدخل إلى الرحم، والموانع الميكانيكية لدى المرأة والرجل، والمراهم ، واللبوس المهبلي ، (التحاميل)، وأخيراً: عملية التعقيم بقطع قناتي الرحم، وربطهما، حتى لا تتمكن الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة". وأحال بالتفصيل على موضع آخر .

 

ثم قال: "لكننا نشير هنا إلى إعجاز حديث المصطفى - صلوات الله عليه -، من أن جميع وسائل منع الحمل ، لا تستطيع منع خلق الولد إذا أراده الله تعالى" ، وساق حديث (جـ) ، ثم قال: "يقول كتاب (تنظيم الحمل) عن العزل ، أنها وسيلة شائعة منذ أقدم العصور.... ويقول المؤلفان: إن نسبة الفشل بهذه الطريقة يبلغ اثنين وعشرين بالمائة .

 

ونحن نعلم الآن أن لكل وسيلة من وسائل منع الحمل، نسبة تفشل فيها، فرغم هذه الموانع، يحصل الحمل إذا قدر الله ذلك، بل قد جاءتني إحدى المريضات وأخبرتني أنها أجرت عميلة تعقيم بقطع قناتي الرحم وربطهما ، في لندن ، ثم لم تلبث بضعة أشهر إلا وهي حامل، وذلك مقررفي الكتب والمجلات الطبية، وتصل نسبة فشل هذه العملية (55 بالمائة) إذا كانت العملية عن طريق المهبل، ولكنها تهبط إلى واحد بالمائة فقط، إذا أجريت العملية عن طريق فتح البطن، وبواسطة جراح ماهر.

 

وسجل كثير من الباحثين نسبة فشل تصل إلى (3.7 بالمائة) مع جراحين مهره، بل لقد سجلت حالة حمل بعد عملية استئصال للرحم.

وعليه فإن الحديث النبوي الشريف، إعجاز كامل في تقرير هذه الحقيقة العلمية"(5). أ.هـ.

 

أما الدكتور/ سعيد محمود يان ، فقد ذكر قصة امرأة أجري لها عمليات تعقيم متعددة ، ومع ذلك حملت حملاً طبيعياً ، فقال: «إن من علامات حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الموضوع: أن العزل لا يفيد في منع الحمل ، ولكن أهم من ذلك الحالات النادرة جداً ، التي يستمر فيها الحمل ، بالرغم من عمليات التعقيم بربط البوقين ، والتوسيع ، وكحت الرحم ، وتأكيداً لما رواه الترمذي..."، وذكر الحديث ، ثم قال: " فإننا نشرح خبرتنا بعرض هذه المشكلة المحيرة:

 

ي. ج. سيدة عمرها 28 عاماً، وأم لثلاثة أولاد ، أجريت لها عملية تعقيم جراحي ، في 15 أغسطس 1978م في اليوم الحادي والعشرين للدورة الشهرية... وقد أجرى لها اختبار حمل في 14 أغسطس 1978م ، وكان سلبياً .

وفي وقت التعقيم ، أجريت لها عملية توسيع وكحت ؛ للتأكد من خلو محتويات الرحم ، وبفحصها بعد أسبوع من إجراء العملية  كانت حالتها طبيعية ، وبتحليل العينة التي أخذت من بطانة الرحم ، تبين أنها كانت في أواخر الطور الإفرازي للطمث، وكانت هناك أجزاء من البوقين ، وبعد شهرين جاءت تشكو من انقطاع الطمث ، وكانت قلقة ، وبفحصها تبين أنها حامل ، وحجم الرحم يوحي بحمل عمره تسعة أسابيع، وتأكد ذلك بفحصها بالموجات فوق الصوتية ، ومع أن المتوقع أن عملية الكحت، لا تزيل أي حمل محتمل فقط ، بل تزيل أيضاً الغشاء الرحمي ، الذي يمكن أن تستقر عليه البويضة المخصبة ، وبالرغم من ذلك كله فإنها حملت حملاً طبيعياً ، وفي 21 أبريل 1979م وضعت بولادة طبيعية طفلة صحيحة ، وزنها (3260جم)، وبعد الولادة بأربعة أشهر ، أردنا التأكد من نتيجة عملية التعقيم ، فأجريت أشعة ملونة للرحم والبوقين ، تبين منها أن كلا البوقين مغلقان تماماً ". أ.هـ .

 


 


(1) - خلق الإنسان بين الطب والقرآن، ص (388، 509، 512، 521، 525، 526).

(2) - المرجع السابق، ص (388، 389)، ونقله عنه محمد كامل عبد الصمد (الإعجاز العلمي في الإسلام – السنة) ص (173).

(3) - العلم الحديث حجة للإسلام أم عليه، (2/137).

(4) - سبق ذكر هذا المرجع، عند إيراد الحديث (ج) من أحاديث هذا المبحث.

(5) - خلق الإنسان بين الطب والقرآن، ص (388).

 

 

 

 

 



بحث عن بحث