المبحث الرابع : صفة ماء الرجل، وماء المرأة، وبيان أثرهما في خلق الجنين، والشبه، والإذكار والإيناث (4)

 

5- وأما حديث ابن عمر: فأخرجه أحمد(1)، وأبو يعلى(2)، كلاهما من طريق أبي عبدالرحمن: عبدالله بن يزيد المقري، عن عبدالجبار الأيلي، عن يزيد بن أبي سمية، عنه، مختصراً.

ويزيد بن أبي سمية، قال فيه الحافظ: (مقبول) (3).

ولم يتابع، فهو لين.

وعبدالجبار هو ابن عمر الأيلي، (ضعيف) (4)، فالإسناد ضعيف.

وقد أشار الحافظ في الفتح إلى حديث ابن عمر، وقال: "وإنما تلقى ذلك ابن عمر من أم سليم، أو غيرها"(5).

 6 – وأما حديث خولة بنت حكيم : فأخرجه النسائي(6)، وأحمد(7)، والدارمي(8)، وابن أبي عاصم(9)، والطبراني(10)، كلهم من طرق عن شعبة، عن عطاء الخراساني، عن سعيد بن المسيب، عنها، قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة تحتلم في منامها؟، فقال: «إذا رأت الماء فلتغتسل». واللفظ للنسائي.

وأخرجه ابن أبي عاصم(11) أيضاً، والطبراني(12)من طريق إسماعيل بن عياش، عن عطاء الخراساني، به.

وعطاء الخراساني هو ابن أبي مسلم، قال فيه الحافظ: (صدوق، يهم كثيراً، ويرسل، ويدلس) (13)، لكنه قد صرح بالسماع عند الدارمي، فكفينا إرساله وتدليسه.

وقد تابعه علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، به، فقلّ وَهْمُه في هذا الحديث، إن شاء الله، والله أعلم.

إلا أنه بلفظ: «ليس عليها غسل حتى تنزل، كما أنه ليس على الرجل غسل حتى ينزل».رواه ابن ماجة(14)،وابن أبي عاصم(15)،عن ابن أبي شيبة -وهو في مصنفه(16)–وأحمد(17)، والطبراني(18)، كلهم من طريق سفيان، عن علي ابن يزيد بن جدعان، به.

وابن جدعان، (ضعيف) (19)، لكن لا بأس به في المتابعات.

وللحديث شواهد أيضاً كما تقدم، فهو حسن.

 

    7 – وأما حديث أنس: أن عبدالله بن سلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم: من أي شيء ينزع الولد إلى أبيه؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أخواله؟. فقال: «وأما الشبه في الولد، فإن الرجل إذا غشي المرأة، فسبقها ماؤه، كان الشبه له، وإذا سبقت(20)كان الشبه لها»(*).

فأخرجه البخاري(21) – وانفرد به عن الستة – وأحمد(22)، والنسائي – في الكبرى –(23)، وأبو يعلى(24)، والبيهقي – في الدلائل –(25) كلهم من طرق عن حميد الطويل، عن أنس قال: بلغ عبدالله بن سلام، مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فأتاه «فقال: إني سائلك عن ثلاث، لا يعلمهن إلا نبي، قال: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه؟.... الحديث.

وأخرجه أحمد(26)، وأبو يعلى(27)، وابن حبان(28)، والطبراني – في الأحاديث الطوال (29)، وأبو نعيم(30)، كلهم من طريق حميد، مقروناً بثابت البناني، عن أنس.

 

    8 – وأما حديث ثوبان، في ذكر أجوبة النبي صلى الله عليه وسلم، على أسئلة حبر من أحبار اليهود، ومنها: جئت أسأل عن الولد؟، قال: «ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا، فعلا مني الرجل مني المرأة؛ أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل؛ آنثا، بإذن الله»(*).

فأخرجه مسلم(31) – وانفرد به عن الستة – والنسائي في الكبرى(32)، وابن خزيمة(33)، وأبو عوانة(34)، والطحاوي(35)،

وابن حبان(36)، والطبراني(37)، وابن مندة(38)، والحاكم(39)، وأبو نعيم(40)، والبيهقي(41)، كلهم من طريق معاوية ابن سلام، عن أخيه زيد، أنه سمع أبا سلام، قال: حدثني أبو أسماء الرحبي، أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حدثه، قال: كنت قائماً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حبر من أحبار اليهود... – إلى أن قال: – قال: جئت أسأل عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض، إلا نبي، أو رجل أو رجلان، قال: «ينفعك إن حدثتك»؟، قال: أسمع بأذني، قال: جئت أسأل عن الولد؟، قال: «ماء الرجل أبيض...».

قال اليهودي: لقد صدقت، وإنك لنبي، ثم انصرف فذهب.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد سألني عن هذا الذي سألني عنه، ومالي علم بشيء منه حتى أتاني الله به».

وقوله: «أذكرا» و «آنثا»، هو لفظ الوجه الأول عن معاوية بن سلام، عند مسلم، وهو لفظ ابن خزيمة، والطحاوي، وابن حبان، وأبي نعيم، والبيهقي.

قال النووي:وقوله: «آنثا» هو بمد أوله وتخفيف النون،وقد روي بالقصر وتشديد النون(42).

وقال مسلم – عن الوجه الثاني عن معاوية بن سلام – إنه بمثل الوجه الأول غير أنه قال: «أذكر» و «آنث»، ولم يقل: «أذكرا» و«آنثا».

وهو لفظ النسائي، وأبي عوانة، وابن مندة، والحاكم.

وأما الطبراني فبلفظ: «ذكرا» و«أنثى».


(1) -   المسند (2/90).

(2) -    مسند أبي يعلى (10/132ح5759).

(3) -  تقريب التهذيب، ص (332).

(4) -   المصدر السابق، ص (601).

(5) -    انظر فتح الباري (1/388).

(6) - سنن النسائي – كتاب الطهارة – باب غسل المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل (1/115ح198).

(7) - -  المسند (6/409).

(8) -  سنن الدارمي (1/195).

(9) -    الآحاد والمثاني (6/58ح3264).

(10) - المعجم الكبير (24/240ح610).

(11) - الآحاد والمثاني (6/58ح3265).

(12) - المعجم الكبير (24/240ح 611).

(13) - تقريب التهذيب، ص (392).

(14) - سنن ابن ماجه – كتاب الطهارة – باب في المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل (1/197 ح602).

(15) -الآحاد والمثاني (6/59ح 3266).

(16) - مصنف ابن أبي شيبة (1/80، 81).

(17) -المسند (6/409).

(18) -المعجم الكبير (24/240، 241 ح 612) و (ح613) من طريق ابن أبي شيبة.

(19) -تقريب التهذيب، ص (401).

(20) - لفظ البخاري: "وإذا سبق ماؤها".

(*) -   خلق الإنسان بين الطب والقرآن ص (391).

(21) - صحيح البخاري – كتاب أحاديث الأنبياء – باب خلق آدم وذريته (6/362ح3329)، واللفظ من هذا الموضع، وكتاب مناقب الأنصار – باب

        51 – (7/272ح2938) وكتاب التفسير – باب قوله تعالى{ من كان عدوا لجبريل }[البقرة:97] (8/165ح4480).

(22) - المسند (3/108، 189).

(23) - السنن الكبرى – عشرة النساء – ص (167، 168ح189)، والتفسير (1/173– 175ح 12).

(24) -مسند أبي يعلى (6/458، 459ح 3856).

(25) - دلائل النبوة (6/260، 261).

(26) -المسند (3/271).

(27) - مسند أبي يعلى (6/138– 140ح 3413).

(28) - الإحسان (9/255، 256ح 7380).

(29) -الأحاديث الطوال – ملحق بآخر المعجم الكبير – (25/205ح7).

(30) - دلائل النبوة ص (300، 301).

(*) - الطب النبوي والعلم الحديث (3/326)، بشيء من التصرف في صياغة أوله ليناسب المقام.

(31) - صحيح مسلم – كتاب الحيض – باب صفة مني الرجل، ومني المرأة وأن الولد يخلق من مائهما (1/252، 253ح 315).

(32) - السنن الكبرى – عشرة النساء – (ص 165ح188).

(33) - صحيح ابن خزيمة (1/116ح 232).

(34) -مسند أبي عوانة (1/293).

(35) -مشكل الآثار (3/275، 276).

(36) - الإحسان (9/254، 255ح 7379).

(37) - المعجم الكبير (2/93ح1414).

(38) -التوحيد (1/227، 228ح 86).

(39) - المستدرك (3/481).

(40) -معرفة الصحابة (3/283، 284ح 1384).

(41) - السنن الكبرى (1/169)، ودلائل النبوة (6/263).

(42) - شرح مسلم (3/228).



بحث عن بحث