شبهة عرض السنة على القرآن الكريم والرد عليها (9)

الجواب عن الحديث الرابع:

أما الحديث الرابع الذي استشهدوا به وهو:(السنة سنتان : سنة في فريضة ، وسنة في غير فريضة .. ).

أولا : تخريجه .

الحديث أخرجه الدارمي في مسنده مقطوعا عن مكحول ، ولفظه : ( السنة سنتان : سنة الأخذ بها فريضة وتركها كفر ، وسنة الأخذ بها فضيلة وتركها إلى غيره حرج )(1)وأخرجه الطبراني في الأوسط(2)عن أبي هريرة مرفوعا ، وفيه عبد الله بن الرومي ضعفه غير واحد ووهاه ، وقال الذهبي : روى خبرا كذبا(3).

ثانيا : الجواب عن الحديث .

والحديث على فرض صحته فلا حجة فيه للخصوم ، لأن الحديث إنما يشير إلى السنة بمعناها عند علماء الأصول، وهي " كل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو كتابة أو إشارة مفهمة أو هم مصحوب بالقرائن أو غير ذلك مما يثبت الأحكام ويقررها ، مما لم ينطق به الكتاب العزيز(4).

والسنة بهذا المعنى الأصولي تعتريها الأحكام الخمسة :

1- الوجوب

2 - الحرام

3- المكروه

4 - المباح

5 - المندوب

فتارة تكون السنة واجبة ( فريضة ) وأصلها في كتاب الله عز وجل ، وذلك كثير مما جاءت به السنة المطهرة ، مؤكدة لما جاء في القرآن الكريم من العبادات ، والمعاملات ، والحدود ، والأحوال الشخصية .


(1) مسند الدارمي ، المقدمة ، باب السنة قاضية على كتاب الله ( 589 ) .

(2) المعجم الأوسط ( 4011 ) وقال الطبراني :" لم يرو هذا الحديث عن محمد إلا عيسى تفرد به عبد الله " وعزاه الهيثمي في المجمع ( 1/ 172 ) :للطبراني في الأوسط ، وقال : لم يروه عن أبي سلمة إلا عيسى بن واقد ، تفرد به عبد الله الرومي ، ولم أر من ترجمه "

(3) انظر : ميزان الاعتدال ( 2 / 422 رقم 4317 .

(4) انظر : الإحكام للآمدي ( 1 / 127 ) وإرشاد الفحول ( 1/ 155) وأصول الفقه للخضري ص 250 ، 251 .



بحث عن بحث