الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة – حرف الألف (3-24)

الحديث العاشر:

عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف؛ أقبل على الناس فقال: «أتدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي، فأما من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته؛ فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مُطرنا بنوء كذا وكذا؛ فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب»(1).

وفي رواية عن أبي طلحة الأنصاري أيضًا قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما طيب النفس يُرى في وجهه البشر. قالوا: يا رسول الله! أصبحت اليوم طيب النفس يُرى في وجهك البشر؟ قال: «أجل، أتاني آتٍ من ربي عز وجل فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة؛ كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، ورد عليه مثلها»(2).

 

الحديث الحادي عشر:

عن أبي سعيد الخدريِّ وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آخر من يخرج من النار رجلان، يقول الله -عز وجل- لأحدهما: يا ابن آدم! ما أعددت لهذا اليوم؟ هل عملت خيرا قط؟ هل رَجَوْتَنِي؟ فيقول: لا يا رب. فيؤمر به إلى النار فهو أشد أهل النار حسرة، ويقول للآخر: يا ابن آدم! ما أعددت لهذا اليوم؟ هل عملت خيرا قط -أو رجوتني-؟ فيقول: لا. أي رب! إلا أني كنت أرجوك، فتُرفع له شجرة فيقول: أي رب! أَقِرَّنِي تحت هذه الشجرة، فأستظل بظلها، وآكل من ثمرها، وأشرب من مائها، ويعاهده أن لا يسأله غيرها فيقره تحتها، ثم ترفع له شجرة أخرى أحسن من الأولى وأغدق ماءً، فيقول: أي رب! أقرني تحتها، لا أسألك غيرها، فأستظل بظلها، وآكل من ثمرها، وأشرب من مائها، فيقول: يا ابن آدم! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: أي رب! هذه لا أسألك غيرها فيقره تحتها، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة، هي أحسن من الأُولَيَيْنِ وأغدق ماء، فيقول: أي رب! هذه أقرني تحتها، فيدنيه منها ويعاهده أن لا يسأله غيرها، فيسمع أصوات أهل الجنة فلا يتمالك، فيقول: أي رب! أدخلني الجنة. فيقول الله -عز وجل- سل وتمن. فيسأل ويتمنى مقدار ثلاثة أيام من أيام الدنيا، ويلقنه الله ما لا علم له به فيسأل ويتمنى، فإذا فرغ قال: لك ما سألت ومثله معه». قال أبو هريرة: «وعشرة أمثاله»(3).


 


(1) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الأذان، باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم (846)، كتاب الجمعة، باب قول الله تعالى: ?وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون? (1038)، كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية (4147)، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ?يريدون أن يبدلوا كلام الله? (7503)، مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان كفر من قال: مطرنا بالنوء (71).

(2) (حسن) أخرجه أحمد (16352)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1661): حسن لغيره.

(3) (حسن) أخرجه أحمد (11667) عن أبي سعيد وأبي هريرة. وذكره الهيثمي في المجمع (10/698/18558)، وقال عقبه: رواه أحمد والبزار، ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد وهو حسن الحديث. وذكره السيوطي في جمع الجوامع (17) وقال عقبه: والحديث أصله في الصحيح.



بحث عن بحث