زينب بنت يوسف بن عبد البر النميري

سليلة العلماء

 

نشأت زينب في بيت علم وأدب، يغصُّ ليل نهار بطلاب العلم ومريديه، مفتّحة لهم أبوابه، يهشّ أبوها في وجوه قاصديه ويستقبلهم وفوداً وفوداً، يطرح أمامهم مسائل العلم وأحاجيه، ويناظر الشيوخ والعلماء في بيئة أندلسية اتّسع صرها الرحب لكل أصناف العلوم شرقيها وغربيها.

في هذا البيت المزدحم بالعلم وأهله، فتّحت زينب عينيها، لتلتقي بعالم خصيب، تسلل إلى وجدانها، وأضاء النور في أعماقها، حتى إذا شبّت فتاة يافعة كانت قد استقت العلم عن والدها فغدا محصولها منه وفيراً.

ولمّا حلّت الفتنة في قرطبة بعد سقوط الخلافة الأموية في الأندلس خرجت زينب مع والدها إلى إشبيلية، ثم تنقلت في البلاد إلى أن حطّت بها الرحال في بلنسية، وهناك التقت بزوجها المنتظر وهو محمد بن علي اللخمي، ورُزقت منه بولد أسمته عبد الله عام ثلاث وأربعين وأربعمئة من الهجرة، وشبّ هذا الوليد يحمل العلم عن أمه وجده حتى أضحى له فيما بعد دور كبير في الحياة الثقافية في الأندلس(1)


 

(1) المراكشي: الذيل والتكملة، السفر الأول والثاني 2/486، دار الثقافة، وليث سعود: ابن عبد البر الأندلسي وجهوده في التاريخ، ص120، دار الوفاء.

 



بحث عن بحث