(أثر الأم الوراثي ، وما يستحب أن يتخير لنطفه (4 ـ 4))

 

3 – حديث أنس: « تزوجوا في الحُجْز(1) الصالح ، فإن العرق دساس »(*).

أخرجه ابن عدي(2)– ولفظه «...في الحي...»، وابن الجوزي(3)– واللفظ له – ، كلاهما من طريق عتبة بن الرَّخْص عن الموقري عن الزهري عنه مرفوعاً.

قال ابن عدي: " لا يرويه عن الزهري غير الموقري ".

والموقري هو الوليد بن محمد ، (متروك) (4)، وعتبة هو ابن سعيد بن حبان الرَّخْص ويقال: الرَّخْس، السلمي ، الحمصي (صدوق) (5)، وعند ابن الجوزي: عتبة بن سعد ، فلعله تحريف، والله أعلم .

وهذا الحديث وَاهٍ .

وقال الشيخ الألباني: موضوع(6).

 

¯         ¯        ¯

4 – حديث ابن عمر: «وانظر في أي نصاب تضع ولدك؛ فإن العرق دساس»(*).

أخرجه ابن عدي ، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن شبيب: ثنا محمد بن بكر ابن خالد القصير ثنا عبيد الله بن العباس بن الربيع الحارثي – من أهل نجران اليمن بعرفات – حدثني محمد بن عبدالرحمن بن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يوصي رجلاً: « يا فلان أقل من الدّين تعش حراً، وأقل من الذنوب، يهن عليك الموت ، وانظر في أي نصاب...»(7). الحديث .

ومن طريقه ابن الجوزي(8)، وعزاه العراقي إلى أبي موسى المديني في كتاب (تضييع العمر

والأيام) ، وضعفه(9)، وهو كما قال ، بل ضعيف جداً .

وعبدالرحمن بن البيلماني ، (ضعيف) (10).

وابنه محمد بن عبدالرحمن البيلماني ، (ضعيف) ، وقد اتهمه ابن عدي ، وابن حبان(11).

وعبيد الله بن العباس بن الربيع ، لم أقف على ترجمته.

والحديث ذكره الشوكاني في الفوائد المجموعة(12).

وقال الأباني: ضعيف جداً(13).

 

¯         ¯        ¯

5 – حديث أبي سعيد الخدري: « إياكم وخضراء الدمن »، قالوا: وما خضراء الدمن يا رسول الله؟ قال: « المرأة الحسناء في المنبت السوء »(*).

أخرجه أبو هلال العسكري(14)، والرامهرمزي(15)، والقضاعي(16)، والديلمي(17).

وزاد الحافظ – في التلخيص –(18)عَزْوَه إلى ابن عدي، وإلى الخطيب في إيضاح الملتبس، وقد راجعتهما ولم أجده في مظانه. وزاد العراقي(19)، عزوه إلى الدار قطني في الأفراد . كلهم من طريق الواقدي عن يحيى بن سعيد بن دينارعن أبي وجزة يزيد بن عبيد عن عطاء بن يزيد الليثي عنه ، إلا الرامهرمزي فعن (محمد بن عمر المكي) ، لكن الظاهر أنه الواقدي ، فقد قال الحافظ بعد أن عزاه إليه وإلى غيره: " كلهم من طريق الواقدي عن يحيى بن سعيد ابن دينار".

والواقدي محمد بن عمر بن واقد الأسلمي ، المدني ، القاضي ، نزيل بغداد ، (متروك، مع سعة علمه)(20).

ويحيى بن سعيد بن دينار، ذكره المزي في الرواة عن أبي وجزة(21)، ولم أقف على ترجمته ، والذي عند أبي هلال العسكري هو يحيى بن سعيد بن حبان ، وهو ثقة(22) إلا أني لم أجده في تلاميذ أبي وجزة ، ولا في شيوخ الواقدي ، ولم يشر إليه الحافظ في كلامه السابق ، والله أعلم .

ونقل الحافظ في التلخيص عن ابن طاهر، وابن الصلاح ، أنهما قالا: " يعد في أفراد الواقدي "، وأن الدارقطني قال: " لا يصح من وجه ".

وقال ابن الملقن – في البدر المنير –: رواه الواقدي، من رواية أبي سعيد الخدري، وهو معدود من أفراده، وقد علم ضعفه(23). اهـ.

 

الاستدلال:

هذه الأحاديث استدل بها عدد من الأطباء والكتاب، فاستدل الدكتور/ محمد علي البار بـ (ح2/د، وح4، وح5)، في كتابه (خلق الإنسان....)(24)، والدكتور/ حامد الغوابي بـ (ح1، ح2/جـ، وح3)، في كتابه (بين الطب والإسلام)(25)، والدكتور/ حامد أحمد حامد بـ (ح2/أ، ب، وح3)، في كتابه (رحلة الإيمان...)(26)، والدكتور/ أحمد محمد سليمان بـ (ح2/أ)، في كتابه (القرآن والطب)(27)، والدكتور/ أحمد شوقي الفنجري بـ (ح2/د) ، في بحثه (فضل الإسلام على الطب) (28)، والدكتور/ عبدالله عبدالرحيم العبادي بـ (ح2/أ، وح3، وح4)، في كتابه (العلم الحديث حجة....) (29)، وعبدالله ناصح علوان بـ (ح2/أ، ب، د، هـ، وح3، وح5)، في كتابه (تربية الأولاد....) (30). كلهم على أن هذه الأحاديث ، تتفق مع ما كشفه علم الوارثة – وخاصة ما يسمى قانون مندل الوراثي – من أن الأب والأم يشتركان في تكوين الجنين بالمناصفة، فبويضة المرأة فيها (23) كروموسوم ، والحيوان المنوي فيه العدد نفسه من الكروموسومات ، وهذه الكروموسومات تحمل المورثات ، التي تكسب الجنين صفاته الخَلقْية والخُلُقية ؛ فلذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على تخير الزوجة ، لما لها من الأهمية في النسل والذرية .

 


 


(1) - الحجز – بضم الحاء وكسرها –: الأصل، وقيل: بالضم: الأصل والمنبت، وبالكسر: هو بمعنى الحِجْزة، وهي هيأة المحتجز، كناية عن العفة وطيب الإزار، وقيل هو: العشيرة؛ لأنه يُحْتَجَز بهم أي يُمَتَنع، النهاية (1/345).

(*) -  رحلة الإيمان في جسم الإنسان (ص33).  

(2) -  الكامل (7/72).

(3) -  العلل المتناهية (2/127ح 1015).

(4) -  تقريب التهذيب (ص583).

(5) -  تقريب التهذيب (ص 380).

(6) -  ضعيف الجامع الصغير، وأحال على الضعيفة برقم 3401.

(*) -   العلم الحديث حجة للإنسان أم عليه (2/36).

(7) -  الكامل (6/179).

(8) -  العلل المتناهية (2/123ح 1007).

(9) -  في تخريجه لأحاديث الإحياء المطبوع بذيل الإحياء (2/41).

(10) - تقريب التهذيب ص (337).

(11) - التهذيب ص (492).

(12) - الفوائد المجموعة (ص 131ح 365).

(13) - الضعيفة (رقم 2023).

(*) -  تربية الأولاد في الإسلام (1/37).

(14) - جمهرة الأمثال (1/17).

(15) - أمثال الحديث (ص188ح84).

(16) - مسند الشهاب (2/96ح 957).

(17) - الفردوس (1/382ح 1537) وإسناده في زهر الفردوس (1/346).

(18) - تلخيص الحبير (3/145).

(19) - تخريج أحاديث الإحياء (2/41).

(20) - تقريب التهذيب (ص 498).

(21) - تهذيب الكمال (3/1539).

(22) - تقريب التهذيب ص (590).

(23) - البدر المنير (2/197/1909).

(24) - خلق الإنسان بين الطب والقرآن، (ص198). والوجيز في علم الأجنة القرآني (ص 27).

(25) - بين الطب والإسلام (ص16، 35).

(26) - رحلة الإيمان في جسم الإنسان (ص33).

(27) - القرآن والطب (ص122).

(28) - فضل الإسلام على الطب – بحث ضمن أعمال المؤتمر العالمي الأول عن الطب الإسلامي (ص606) – الكويت.

(29) - العلم الحديث حجة للإنسان أم حجة عليه (2/36).

(30) - تربية الأولاد في الإسلام (1/37).



بحث عن بحث