r   الوقفة الأولى: فوائد وثمرات السير على هذه المنهجية:

إن من سار على هذه المنهجية بتكاملها فسيجني ثمرات عظيمة منها:

1-  التأصيل العلمي الراكز الواضح الذي به يتصور طالب العلم العلمَ الذي ندب نفسه لحمله فيكون علمًا منطلقًا من قواعده وأصوله.

2-  الاستيعاب والشمول في فهم المسائل العلمية، فيفهمها من جميع جوانبها، فلا يفهم الحديث دون مسائل الاستنباط منه، ولا الفقه بدون دليله، ولا القاعدة بدون مثال، وهكذا.

3-  العمق العلمي البعيد عن الضحالة العلمية ذو الصفة الواسعة، فيتصور المسألة، مع حكمها، ودليلها، ومع التمثيل عليها في واقع الناس المعاش، وما ينبغي فعله، وهكذا، وإن كانت مسألة خلافية فيعرف الأقوال مع الأدلة، وترجيح كل مذهب، والمفتى به عند أهل العلم.

4-  عدم نسيان العلم وبقاؤه لدى طالب العلم، فلنا أن نتصور أن طالبًا حفظ القرآن، وبلوغ المرام، وعمدة الفقه، والأصول الثلاثة، وكتاب التوحيد، ولمعة الاعتقاد، ومقدمة ابن تيمية في أصول التفسير، ونخبة الفكر، والرحبية، والآجرومية، والورقات، هل لمثل هذا أن ينسى العلم؟ كلا بعد توفيق الله سبحانه وتعالى.

5-  سهولة تناول العلم، فإذا أتم تلك المحفوظات وسار على تلك المنهجية يسهل عليه تصور العلم وتناوله، ويبقى به شغوفًا.

6-  حب العلم لأنه بدأ الطريق من أوله، فلا شك أن مثل هذا ليس كزميله الذي تخبط في أودية متشعبة فهلك وضاع.

7-  الأجر والمثوبة التي يحصل عليهما  طوال حياته.

8-  الأمن من الزيغ والانحراف لأنه بهذه المنهجية سلك طريقًا سليمًا وأمن على نفسه من الانحراف، فالذي يأخذ العلم من الكتب معرض لذلك خلاف الذي يسير على منهج واضح بين.

9-  الأمن والأمان في هذا الطريق، فيكون مطمئن النفس والبال، مرتاح الضمير والخاطر، ليس قلقًا من طريقه ولا مكتئبًا منه.

r   الوقفة الثانية: سلبيات وأضرار عدم السير على المنهجية العلمية:

لا شك أن التخبط والفوضوية في طلب العلم يؤدي إلى سلبيات كثيرة، ومنها:

1-  التخبط في العلم وعدم الاستقرار العلمي والفكري، فالذي لا يسير على منهج ثابت يتردد بين كتب ومشايخ؛ فتارة في هذا الكتاب، وتارة عند هذا الشيخ؛ فلا يمسك جادة مستقيمة، فهذا لا يحصل إلا ضياعًا.

2-  عدم التأصيل والتقعيد العلمي، فليس عنده منطلقات ينطلق منها لتناول العلوم والمسائل، فتجده يعمل قاعدة تارة ويخالفها أخرى.

3-  عدم الاستيعاب والشمول، فمثل هذا الذي يتخبط يجهل أشياء كثيرة من العلوم، كالذي يهتم مثلًا بالحديث دون بقية العلوم وهو في صغره، لا شك أنه سيهمل أشياء وعلومًا كثيرة، وستفوته لعدم تأصيله للعلوم الشرعية بشموليتها.

4-  الملل والضيق من طلب العلم فتجده يحضر عند هذا الشيخ تارة فيمل؛ لأنه لم تناسبه طريقته، ويذهب إلى آخر وهكذا، والعيب فيه حيث لم يدرك منطلقات الشيخ.

5-  الضحالة العلمية وعدم العمق؛ لأنه لم يأخذ إلا نتفًا من هنا وهناك.

6-  قد يجره هذا التخبط إلى الاهتمام بجزئيات المسائل دون القواعد، فيجلس مع الآخرين في جدل عقيم وطويل فيها؛ لأنه لا يعرف إلا هي، فيظنها هي العلم.

7-  التعالي على الآخرين، لأنه يثير المسائل التي أطال التعلم والبحث فيها، فيظهر للناس أنه أعلم الحاضرين، وما درى أن هذا داء عضال يفتك به من حيث لا يشعر، وقد يجره هذا التعالم إلى داء أخطر وهو التسرع في الفتوى فتزل قدمه  بعد ثبوتها.

8-  عدم الوصول إلى الغاية التي يرجوها والهدف الذي يريد السعي إليه؛ لأنه لم يسلك الطريق الموصل إليه.

r   الوقفة الثالثة: مظاهر عدم المنهجية في واقع طلبة العلم اليوم:

إن الناظر في واقع طلبة العلم اليوم يغمره الفرح والسرور مما يرى من الإقبال العلمي من قبل الشباب والفتيات، وهذا أمر محمود بلا شك، وعلامة صحوة مباركة، وإقبال يحمد، ولكن عندما يدقق النظر يرى أن الكثير ممن سلك هذا السبيل أخطأ الطريق وجانب الصواب، ومن مظاهر ذلك:

1-  رأسها: وهو عدم التدرج والترقي في طلب العلم، فترى إقبالًا على المطولات قبل المختصرات، وعلى كتب الخلاف قبل التقعيد وهكذا، وهذا ظاهر.

2-  عدم الارتباط بشيخ محدد أو أشياخ معينين في مختلف الفنون، فترى الكثير يتنقل بين المشايخ دون أن يتخرج عند شيخ معين أو يكمل منهجا معيّنًا.

3-  عدم ترتيب الأوقات وضياعها، وإعطاء العلم فضول الأوقات، أو أوقات الكسل والراحة فضلًا عن عدم منهجية الحياة.

4-  عدم الارتباط بكتاب محدد من المختصرات أو غيرها، فيبدأ بكتاب، وإذا مشى فيه قليلًا تركه إلى آخر وهكذا.

5-  عدم الرجوع إلى الكتب الأصيلة وخاصة طلاب الكليات، وإنما يرجعون إلى ما يقيد في المذكرات، وهذا أمر ظاهر للأسف الشديد.

6-  ترك العمومية أو الشمولية في تناول الفنون، فتجد أن بعض طلبة العلم يهتم بجانب من العلوم وهو جاهل فيما عداه.

7-  ظهور ظاهرة ترك المذاهب عند المبتدئين، فيتخبطون الطريق لرجوعهم إلى المطوّلات التي لا يدركونها.

8-  العزوف عن الدراسة النظامية بحجة أنها لا تخرج عالمًا، فيضيع الوقت على نفسه، وما درى أن ذلك من مخادعة الشيطان.

9-  عدم الحفظ وترك حفظ المتون، فلا يبقى في الصدر شيء.

10-  الاستعجال في طلب العلم ويريد النتائج بسرعة زائدة، فلا يصبر مع الأيام والليالي كما كان السلف رحمهم الله يصبرون.

11-  الاهتمام بغرائب المسائل وإكثار الجدل حولها.

12-  الاهتمام بمسائل الجدل وإظهار التعالم فيها.

13-  عدم حضور حلقات العلم في المساجد؛ لأن طالب العلم لا غنى له عن تلقّي العلم عن الأشياخ في بيوت الله.

r   الوقفة الرابعة: المعوقات عن طلب العلم باختصار:

وعلى طالب العلم أن يتجنب المعوقات التالية:


1- فساد النية.                        2- حب الشهرة والتصدر (الشهوة الخفية).

3- التفريط في حلقات العلم.   4- كثرة الأشغال في مرحلة طلب العلم.

5- التفريط في طلب العلم في الصغر. 6- تزكية النفس.

7- عدم العمل بالعلم.                8- اليأس واحتقار الذات.

9- التسويف.         10- عدم السير في طلب العلم على منهج واضح.

11- عدم الصبر، والملل والفتور.      12-  التساهل في الطلب.

13- القراءة في المطولات قبل المختصرات.  14- إعطاء العلم فضول الأوقات.

15-  عدم طلب العلم على شيخ معتبر.

16-   الميل للتعصب وعدم فهم وجهة الرأي الآخر.

17-   الانخداع بالفهم أولًا قبل الحفظ، فالحفظ أولًا كما سبق.

18-   ادعاء الاجتهاد قبل التمكن.

19-   كثرة الجدل العقيم.

20-   إظهار التعالم على الآخرين.

21-   عدم احترام المشايخ أو من سبقك.

22-    الرجوع إلى المذكرات دون الكتب الأصيلة.

23-    الثورة على المذهبية بإطلاق.

24-   الكبر والتعالي على الآخرين.

25-   حسد الأقران واتهامهم.

26-   القول على الله بلا علم.

عدم الثبات على قاعدة ومنهج في طلب العلم (التذوق).



بحث عن بحث