وأخيرًا المحبة وأثرها النفسي وقاية وعلاجًا:

فإن محبة الله تعالى من مقتضيات الإيمان به جلّ وعلا، حيث يزداد الإيمان وينقص بمدى قوة هذه المحبة وضعفها، ومن أجل ديمومة هذه المحبة وقوتها، لا بد

من الحصول على أسبابها، من المحافظة على الفروض والواجبات وأدائها في أوقاتها بأحسن أداء، وكذلك الإكثار من الدعاء والذكر وتلاوة القرآن

والاستغفار، إضافة إلى التأمل والتفكر في الكون وما فيه من آيات وآلاء، لأن ذلك من الأسباب التي تقرّب العبد إلى خالقه، وتقوي أواصر العلاقة به جل

شأنه، وبالتالي تنشأ محبة الله في نفس العبد بأجلى صورها وأقوى معانيها، الأمر الذي يجعل حياته كلها سعادة وحبورا، ونجاحًا وتوفيقًا، وطمأنينة وسكينة،

وهي من أسمى الغايات التي يسعى المؤمن لتحقيقها في في الدنيا.

فإذ كان ذلك كذلك تهون عند الإنسان مصائب الدنيا، بل يعلو عليها ويراها صغيرة، وكلما تذكرها زادته قوة وحيوية وسيطرة على العوارض النفسية،

أرأيت كيف يبذل المحب لمن أحب من والد وولد، وزوجة وقريب، كيف يبذل لهم الغالي والنفيس ويسترخصه، وذلك لحبهم لهم، فكيف إذا أحب العبد

ربه؟ لا شك أن الأمر أعظم وأجلّ، فلنحقق هذا في جميع شؤون حياتنا وأحوالها.



بحث عن بحث