حلة جديدة وخدمات جديدة وتعظيم السنة

نعم الله سبحانه وتعالى علينا في هذا الوقت نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومن أجلّها ما هيأه جل وعلا لنا من الوسائل لتبليغ الدين، ونشر السنّة، مما لم يخطر على بال بشر، ومنها هذه التقنية ( الانترنت ) التي تحمل الكلمة، والصورة،والمحاضرة، والكتاب وغيرها إلى أقاصي الدنيا.

        والسنّة النبوية والسيرة والشمائل المحمدية أخذت نصيباً من هذه التقنية، ومنها هذا الموقع المبارك: ( موقع: شبكة السنة النبوية وعلومها )، والذي تمّ افتتاحه منذ سنة هجرية كاملة، وحمل هذه الأمانة فتفاعل معه كثير من طلاب العلم، والمستفيدين، والزّوار، ومشى – بحمد الله – بخطواته التي خطط لها، بل تعدّى ما خطط وذلك بفضل الله تعالى وتوفيقه وتسديده تم بتعاون العاملين جميعاً، على رأسهم: مكتب الدعوة وتوعية الجاليات بالربوة في الرياض، وكذا بتفاعل الزوار وتعاونهم واسدائهم الموقع كثيراً من الاقتراحات الايجابية التي صار لها أثر كبير على مسيرة الموقع ونجاحه.

*  *  *

        ومع هذا كله فنعتبر أن هذا نجاح بإذن الله في منطلقات الموقع ليستمر في مسيرته، فيبلغ رسالته التي حملها، وفق الرؤية التى وضعت له، والخطوات التي خطط لها، ليصل إلى أهدافه المنشودة.

        واليوم – بعد عام كامل – ندلف إلى مرحلة جديدة في مسيرة الموقع لتحمل تباشير لكل مسلم ومسلمة، وطالب علم مختص ومستفيد وباحث ، ومطلع ، وقارئ، وصغير وكبير، في ثوب قشيب، ومخبر يحمل كثيراً مما كان طموحاً وأملاً، ليصبح واقعاً ملموساً، ليدفع إلى المزيد أكثر.

وإذا كانت الرسالة علمية وحديثية، فللمظهر أثره وقد أمرنا ديننا بتحمل الظاهر مع نظافة الباطن.

        في هذه الحلة الجديد مضامين عظيمة، ومن أهمها: تحمل الموقع مئات من الكتب الحديثية كما هي مطبوعة، وهذه بلا شك بشرى عظيمة لطلاب العلم وطالباته، والباحثين والباحثات في الحديث وغيره.

ومن البشائر ما يبتهُ الموقع من رسائل على الجوال، وهي رسائل خيرية تحمل أحاديث صحيحة، والتحذير من أحاديث موضوعة أو ضعيفة وبخاصة مما يكثر تداوله في مواقع الانترنت ومنتدياته، وغيرها مما يهم المسلم والمسلمة في أنحاء المعمورة.

*  *  *

        وإذا كان الموقع علمياً فلم ينس الطفل في هذه المرحلة ليزوده بما يناسبه، ويحببه بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.

*  *  *

        هذا كله سوى ما يتم تزويده للموقع من الأبواب المتفرقة التي نأمل أن تقدم ما يفيد. نقول هذا ونؤكد على مزيد تواصل القراء والباحثين ويسعدنا مشاركاتهم فالموقع موقع الجميع. سدد الله الخطى.

        أخي القارئ: كل هذا وغيره يذكرنا دوماً بأهمية الرسالة التي يحملها الموقع، وهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم وتبليغها للناس والتذكير بأحوال القدوة عليه الصلاة والسلام، ونشر شمائله، والتعريف بأخلاقه، وسماته.

        هذه الرسالة التي يجب أن يحملها كل مسلم يقوله وفعله لآنتأتي إلا بالمنطلق الأساس الذي هو تعظيم السنة النبوية التي جاء التأكيد عليها في كتاب الله تعالى في مواضع متعددة، وصيغ مختلفه، فتارة بالأمر بالطاعته (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ) وتارة بالحث على أمره، (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا  ) وتارة بالتحذير من مخالفته: (فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )  وتارة بالتحاكم إليه في جميع شؤون الحياة والتسليم بذلك: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) . وغيرها مما لا يحصى من النصوص القطعية التي توجب: تعظيم السنة والعمل بها كما جاءت من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.

-   هذا العمل المبني على فهم العلماء العاملين كما أمر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( العلماء ورثة الأنبياء ) وقال عليه الصلاة والسلام: ( نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها كما سمعها فرب مبلغ أدعى من سامع ) وقال صلى الله عليه وسلم: ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضو عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كان بدعه ضلالة ) .

-       ومن هنا فليس من تعظيم السنة:-

ë    أنكارها وجحودها.

ë    أو إنكار بعضها مما يثبت صحته وفق القواعد الحديثية.

ë    مخالفة أوامره صلى الله عليه وسلم أو ارتكاب نواهيه.

ë    عدم الاهتمام بها. والقدح فيها.

ë    تأويلها حسب الأهواء والمزاج والعقول البشرية.

ë    عدم الرجوع إلى فهم الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من الأئمة.

ë    فهمها فهماًً يضيّق الدين بعيداً عن فهم السلف الصالح.

ë    جعلها خاضعة لعقول البشر، كل يقول ما شاء كيف شاء.

ë    أخذ شئ منها وترك أشياء.

 

 

نسأل الله تعالى أن يعيننا جميعاً على تعظيم السنة، والاقتداء بصاحبها عليه الصلاة والسلام، وعلى القيام بالرسالة في هذا الموقع وغيره إنه سميع قريب، وأستودعكم الله



بحث عن بحث