الإمام ابن خزيمة (11)

 

تابع لأهمية صحيح ابن خزيمة وفائدته

7- ومن منهجه - رحمه الله -: إزالته للمشكل ورفعه للتعارض: مثاله ما ذكره بقوله: "باب ذكر أبواب ليلة القدر والتأليف بين الأخبار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيها ما يحسب كثير من حملة العلم ممن لا يفهم صناعة العلم أنها متهاترة متنافية، وليس كذلك هي عندنا بحمد الله ونعمته، بل هي مختلفة الألفاظ متفقة المعنى على ما سنبينه إن شاء الله".

ثم أخذ - رحمه الله - في ذكر الأخبار الواردة في ليلة القدر، فرجح أولاً أنها ليست في جميع العام، كما ظنه بعض العلماء، بل هي في رمضان، ثم أخذ يقرر أنها في العشر الأواخر من رمضان، ثم انتقل إلى ترجيح أنها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان لا في الشفع.

ثم رجح أن الأخبار غير متعارضة وأن الصواب فيها أنها تنتقل من ليلة إلى أخرى في الوتر من العشر الأواخر، وأنها جائز أن تكون في عام ليلة إحدى وعشرين، وفي عام آخر ليلة تسع وعشرين.

8- ومن منهجه - رحمه الله -: إزالته لالتباس اسم راو باسم راو آخر، وذكره اسم الرجل بتمامه إن ذكر في الإسناد بكنية أو لقب أو نحو ذلك:

مثاله أنه ذكر حديثاً من طريق عبد الرحمن ابن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي - رضي الله عنه - فهناك راويان يشتبه كل منهما بالآخر، وهما عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الكوفي وهذا ضعيف، وعبد الرحمن بن إسحاق الملقب بـ "عباد" وهو صالح الحديث.

فبين ابن خزيمة أن الذي فيه الحديث هو الضعيف، لا الآخر فقال: "باب ذكر ما أعد الله - جلّ وعلا - في الجنة من الغرف لمداوم صيام التطوع - إن صح الخبر - فإن في القلب من عبد الرحمن بن إسحاق أبي شيبة الكوفي، وليس هو بعبد الرحمن ابن إسحاق الملقب بـ "عباد" الذي روى عن سعيد المقبري والزهري وغيرهما، وهو صالح الحديث مدني سكن واسط، ثم انتقل إلى البصرة".

9 - ومن منهجه - رحمه الله -: كلامه في الرجال جرحاً وتعديلاً:

مثاله: قوله عن عبد الرحمن ابن إسحاق الملقب بـ "عباد": هو صالح الحديث. فهذا تعديل.

وقوله: "عاصم العنزي وعباد بن عاصم مجهولان لا يدري من هما؟"؛ فهذا جرح منه - رحمه الله -.



بحث عن بحث