1-   تعهدهم بالعلم والموعظة بين الحين والحين مخافة أن يسأموا أو يملوا.

 يقول عبدالله بن مسعود – رضي الله تعالى عنه -: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا(1) بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا)(2).

2-    مخاطبة كل قوم بلهجتهم حتى يفهموا ويعوا عنه صلى الله عليه وسلم:

يقول كعب بن عاصم الأشعري – رضي الله تعالى عنه – سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ليس من امبر امصيام في امسفر)(3) يريد ليس من البر الصيام في السفر، فأبدل اللام ميما على لغة الأشعريين من أهل اليمن.

3-    إعادة كل كلمة ثلاثا حتى تفهم عنه – صلى الله عليه وسلم –    وتحفظ:

يقول أنس بن مالك – رضي الله تعالى عنه -: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم: سلم عليهم ثلاثاً)(4).

4-    الفصل بين كلمة وأخرى كيلا يقع تحريف أو تغيير في المنقول عنه – صلى الله عليه وسلم –.

 تقول عائشة رضي الله عنها – وقد سمعت أبا هريرة لا يفصل في كلامه بين كل جملة وأخرى -: (إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه، وفي رواية: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم)(5).


 

(1)     معنى يتخولنا بالموعظة أي: يتعهدنا من قولهم فلان خائل مال، وهو الذي يصلحه ويقوم به، ويتعهده، انظر النهاية 2/6، وفتح الباري لابن حجر 1/162-163.

(2)     الحديث أخرجه البخاري في الصحيح: كتاب العلم: باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كيلا ينفروا، وباب من جعل لأهل العلم أياما معلومة 1/27.

      ومسلم في الصحيح: كتاب صفات المنافقين وأحكامهم: باب الاقتصاد في الموعظة رقم 82، 83 من حديث عبدالله بن مسعود.

(3)     الحديث بهذا اللفظ أخرجه أحمد في المسند 5/434 قال ثنا عبدالرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن صفوان بن عبدالله، عن أم الدرداء، عن كعب ابن عاصم الأشعري – وكان من أصحاب السقيفة – قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.. وساق الحديث.

(4)     الحديث أخرجه البخاري في الصحيح:كتاب العلم: باب من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم عنه 1/34-35.

    وأبو داود في السنن: كتاب العلم: باب تكرير الحديث (2/287) من حديث أبي سلام، عن رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حدث حديثا أعاده ثلاث مرات.

     والترمذي في السنن: كتاب الاستئذان: باب ما جاء في كراهية أن يقول عليك السلام مبتدئا رقم 2723 من حديث أنس بن مالك، وعقب عليه بقوله: (هذا حديث حسن صحيح غريب).

(5)     الحديث أخرجه مسلم في الصحيح: كتاب فضائل الصحابة: (باب من فضائل أبي هريرة رضي الله عنه 4/1940 رقم 160 من حديث ابن شهاب: أن عروة بن الزبير حدثه: أن عائشة قالت: ألا يعجبك أبو هريرة ؟ جاء فجلس إلى جنب حجرتي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم يسمعني ذلك، وكنت أسبح، فقام قبل أن أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم. وكتاب الزهد: باب التثبت في الحديث 4/2298 رقم 71 من حديث هشام بن عروة عن أبيه قال: كان أبو هريرة يحدث ويقول: اسمعي يا ربة الحجرة، اسمعي يا ربة الهجرة وعائشة تصلي، فلما قضت صلاتها قالت لعروة: ألا تسمع إلى هذا ومقالته آنفا: إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه).

     وأبو داود في السنن:كتاب العلم: باب في سرد الحديث 2/287-288 من حديث ابن شهاب، عن عروة باللفظين المذكورين عند مسلم.



بحث عن بحث