الجامع الصحيح للإمام البخاري(14-20)

 

الرواة المنتقدون على البخاري:

تقدم البيان بأن الإمام البخاري يعتمد تخريج  رواة الطبقة الأولى من أصحاب الأئمة المكثرين كنافع و الزهري و مالك

أما الرواة المقلون فقد اعتمد في تخريج أحاديثهم على الثقة والعدالة وقلة الخطأ .

وقد وقع عنده الرواية عن جملة من الرواة المتكلم فيهم ، وعند التأمل في طريقة البخاري ومنهجه في التخريج عنهم نلاحظ جوانب مهمة من تحريه وتثبت في هذا الموضوع ، من ذلك على سبيل الإجمال :

1-( غالبهم من شيوخه الذين باشرهم و خبرهم )  ، ومن المعلوم أن التلميذ أعلم بشيخه من غيره .

2-( التخريج لهم في المتابعات و الشواهد لا في الأصول ) .

3-( التخريج لهم في الرقاق و الفضائل والأدب و نحو ذلك ) .

4-( الإقلال من الرواية عنهم ) فيخرج لغالبهم  الحديث و الحديثين .

5- ( أن الإمام البخاري إمام مجتهد في الجرح والتعديل ) ، فإذا خالفه غيره من معاصريه لا يؤخذ قوله بالتسليم، بل يقابل الاجتهاد بالاجتهاد ،

ولذا من الخطأ وقلة العلم والفهم أن يأتي باحث  مقلد  و يحاكم الإمام البخاري ويعارضه  بأحكام الحافظ ابن حجر في " التقريب"  .

6-( الانتقاء من صحيح حديثهم ) ، كما وقع لإسماعيل بن أبي أويس

ويندرج تحت هذا  الأصل وهو ( الانتقاء من صحيح حديث الراوي ) أمور منها :

أ- ترك ما  رووه في الاختلاط ، ومن أمثلة ذلك سعيد بن إياس الجريري البصري أحد الأثبات قال أبو طالب عن أحمد كان محدث أهل البصرة وقال أبو حاتم تغير قبل موته فمن كتب عنه قديما فسماعه صالح  ، قال ابن حجر : وما أخرج البخاري من حديث إلا عن عبد الأعلى وعبد الوارث وبشر بن المفضل وهؤلاء سمعوا منه قبل الاختلاط

ب- ترك ما دلسوا فيه ، ومن أمثلة ذلك هشيم بن بشير الواسطي أحد الأئمة متفق على توثيقه إلا أنه كان مشهورا بالتدليس وروايته عن الزهري خاصة لينة عندهم .

قال ابن حجر : فأما التدليس فقد ذكر جماعة من الحفاظ أن البخاري كان لا يخرج عنه إلا ما صرح فيه بالتحديث واعتبرت أنا هذا في حديثه فوجدته كذلك

- اعتمد البخاري على حفص هذا في حديث الأعمش لأنه كان يميز بين ما صرح به الأعمش بالسماع وبين ما دلسه نبه على ذلك أبو الفضل بن طاهر وهو كما .

ج-ترك ما خالفوا فيه الثقات ، ومن أمثلة ذلك هشيم بن بشير الواسطي أحد الأئمة متفق على توثيقه إلا أنه كان مشهورا بالتدليس وروايته عن الزهري خاصة لينة عندهم .  قال ابن حجر : وأما روايته عن الزهري فليس في الصحيحين منها شئ واحتج به الأئمة كلهم والله أعلم

د-ترك ما تفردوا به عن الثقات  ، ومن أمثلة ذلك حبيب بن أبي ثابت الأسدي الكوفي متفق على الاحتجاج به إنما عابوا عليه التدليس وقال يحيى القطان له أحاديث عن عطاء لا يتابع عليها وقال ابن أبي مريم عن ابن معين ثقة حجة قيل له ثبت قال نعم إنما روى حديثين يعني منكرين حديث الاستحاضة وحديث القبلة .

قال ابن حجر : روى هذين الحديثين عن عروة عن عائشة أخرجهما أبو داود وابن ماجه .

هذا من حيث الإجمال . 

أما من حيث التفصيل ، فقد  تصدى لذلك الحافظ ابن حجر وأتى بنفائس من القول  في الإجابة عن الرواة المتكلم فيهم في " صحيح البخاري"  في كتابه  " هدي الساري"    حيث عقد فصلاً خاصاً بهم  أبدع في الإجابة عن هذه  الانتقادات حديثاً حديثاً ، وهو  الفصل الثامن في سياق الأحاديث التي انتقدها عليه حافظ عصره أبو الحسن الدارقطني وغيره من النقاد .. والإجابة عنها .

 



بحث عن بحث