تعريف عرفة في اللغة والاصطلاح

 

 

تعريف عرفة لغةً:

     عرفه يعرفه معرفة وعرفانا وعرفة بالكسر وعرفّانا بكسرتين مشددة الفاء، وعرفات موضع بمكة. يقال: يوم عرفة غير منون ولا تدخله الألف واللام، وقال سيبويه: عرفات مصروفة في كتاب الله وهي معرفة والدليل على ذلك قول العرب: هذه عرفات مباركا فيها، وهذه عرفات حسنة.

   وبعضهم يقول: عرفة هي الجبل، وعرفات جمع عرفة تقديرا، لأنه يقال: وقفت بعرفة كما يقال: بعرفات. وعرفوا تعريفا وقفوا بعرفات، كما يقال عيدوا إذا حضروا العيد، وجمعوا إذا حضروا الجمعة([1])

 

وعرفات علم للموقف وهو: اسم في لفظ الجمع فلا يجمع، قال الفرّاء: لا واحد له بصحة، وليس بعربي محض وهو معرفة إن كان جمعا لأن الأماكن لا تزول فصار كالشيء الواحد([2]). يقول الشيخ محمد الطاهر بن عاشور: (ولا يدرى وجه اشتقاق في تسمية المكان عرفات أو عرفة، ولا أنه علم منقول أو مرتجل، والذي أختاره الزمخشري وابن عطية أنه علم مرتجل والذي يظهر أن أحد الاسمين أصل والآخر طارئ عليه)([3]) وبرغم هذه الحقيقة اللغوية وبأن عرفة اسم مرتجل، وأنه بحسب هذا يكون خاضعا للقاعدة المشهورة (أن الأسماء لا تعلل) أبى فريق من العلماء إلا أن يذكروا لاسم عرفات اشتقاقات تكشف عن خصائصها، واجتهادات تنم عن مكانتها في كل ما تميزت به عن مشاعر الحج الأخرى،يقول الفخر الرازي في هذا الصدد: (وفي اشتقاقه ثلاثة أقوال:

 

أحدها: أنه مشتق من المعرفة، وفيه ثمانية أقوال...

القول الثاني: أنه من الاعتراف...

القول الثالث: أنه من العرف وهو الرائحة الطيبة....) ذكرها بالتفصيل([4])

 

وممن تعرض لهذا التفصيل أيضا الزمخشري فذكر بعض هذه الاشتقاقات ومدلولاتها ثم عقب عليها بقوله: ( والله أعلم بحقيقة ذلك، وهي من الأسماء المرتجلة لأن العرفة لا تعرف في أسماء الجنس إلا أن تكون جمع عارف)([5])

    

أما المراد بعرفة في الاصطلاح: فهي

     عرفات وعرفة؛ المكان الذي يؤدي فيه الحجاج ركن الحج وهو الوقوف بها.

والمراد من الوقوف بعرفة: وجود الحاج في أرض عرفة بالشروط والأحكام المقررة ([6])


([1])المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (ك العين) .

(([2]ينظر لسان العرب (9-242)، القاموس المحيط (1-1080)، مختار الصحاح للرازي ص376

([3])التحرير والتنوير (2-238)

([4]) التفسير الكبير (5-173)

([5]) الكشاف (1-264)

([6]) الموسوعة الفقهية (17- ؟ )



بحث عن بحث