الضعيف بسبب الطعن في الرواة(15)

سوء الحفظ(1-3)

 

 

 السبب العاشر من أسباب الطعن في الراوي سوء الحفظ.

 وتقدم الحديث في الحفظ وسوئه وأقسامه. والمراد هنا بيان حكم رواية سيء الحفظ؛ وسوء الحفظ على قسمين:-

القسم الأول:  ما كان ملازماً للراوي فحديثه مردود لضعف الراوي بسبب عدم غلبة الظن لحفظه ما روى، والضبط كما تقدم شرط لقبول الرواية.

وحديث سيء الحفظ هو الشاذ وقد أطلق الأئمة النقاد لفظ النكارة على أحاديث جماعة من الرواة تُكُلّم فيهم من جهة حفظهم، وما أنكر الأئمة حديثهم إلا لسوء حفظهم لذا فقد يطلق على حديثهم الشاذ وقد يطلق عليه المنكر، وإن كان قد تقدم الفرق بينهما

من هؤلاء الرواة: أشعث بن سعيد البصري. ضعفه ابن معين والسعدي والنسائي، وغيرهم(1). وقال الإمام أحمد: « حديثه حديث ليس بذاك، مضطرب (2).

قال ابن حبان: « ضعيف الحديث، منكر الحديث، سيء الحفظ، يروى المناكير عن الثقات »(3). ومما تفرد به عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لكل شيء دِعامة، ودعامة الإسلام الفقه في الدين، ولفقيه أشد على الشيطان من ألف عابد )) (4).

  وحديث سيء الحفظ يسمى الشاذ، وتقدم في شرح تعريف الصحيح أن الشاذ ما خالف فيه الثقة من هو أوثق منه، وهذا ما حقّقه الإمام لشافعي رحمه الله.

 قال الحافظ العراقي: 

 والشاذ ما يخالف الثقة      فيه الملا فالشافعي حققه.

 ويطلق الشاذ على المنكر، فهما بمعنى واحد عند بعضهم. ومن المتقدمين من يطلق الشذوذ على مطلق الفرد.

________________

(1) الكامل في الضعفاء (1/376) .  

(2) العلل ومعرفة الرجال (2/516)، رقم (3402) .

(3) الجرح والتعديل (2/272) . 

(4) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/378)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/267). وقال البيهقي: تفرد به أبو الربيع عن أبي الزناد.

 



بحث عن بحث