الضعيف بسبب الطعن في الرواة (6)

 

 

الوجه السادس من أوجه الطعن في الراوي:

الوهم تعريفه:

لغةً: يقال: وهم – بكسر الهاء – غلط، وقد توهم الشيء تخيّله وتمثّله سواء كان في الوجود أو لم يكن، ويقال: وهم إليه يهم وهماً ذهب وهمه إليه، والوهم من خطرات القلب، والجمع أوهام(1) .

ويقال: وهمت في كذا وكذا فأنا أوهم وهماً إذا سهوت(2).

واصطلاحاً: هو رواية الحديث على سبيل التوهم، أي بناء على الطرف المرجوح(3). المقابل للظن. وبيان ذلك أن المعلوم إما أن يستقر في الذهن من غير تردد أو بتردُّد، فالأول: يسمى العلم، والثاني: إما أن يكون راجحاً أو مرجوحاً أو مساوياً، فالراجح هو الظن، والمرجوح هو الوهم، والمساوي هو الشك(4).

فإذا كان الوهم هو الغالب على رواية الراوي تُرك حديثه، أما الوهم اليسير فإنه لا يضر ولا يخلو عنه أحد(5).

 قال ابن مهدي: الناس ثلاثة: رجل حافظ متقن فهذا لا يختلف فيه، وأخر يهم والغالب على حديثه الصحة فهذا لا يترك حديثه، وآخر يهم والغالب على حديثه الوهم فهذا يترك حديثه(6).

وقال ابن رجب في شرحه لعلل الترمذي : [ رواه الحديث أربعة أقسامٍ : من هو متهم بالكذب ، ومنهم من هو صادق لكن يغلب على حديثه الغلط والوهم لسوء حفظه وهذان القسمان متروكان ]أ.هـ(7)

___________________________

(1) المحكم لابن سيده 4/ 321 .

(2) إصلاح المنطق ص 244 .

(3) شرح شرح النخبة للقاري ص 122.

(4) مختصر التحرير للفتوحي ص 11.

(5) قواعد في علوم الحديث ص 275 .

(4) الكفاية ص 227 ، وشرح علل الترمذي 1/109 .

(7) ص 193 . هذا ، والحافظ ابن حجر في النخبة حيث سَمّى حديث من طعن فيه لفحش غلطه أو غفلته أو فسقه بالمنكر على رأي .. والجواب أن مراد الحافظ أن من لم يشترط في المنكر المخالفة سَمّى حديث هؤلاء منكرًا ، والتحقيق أنه من المتروك والله الموفق . انظر : شرح النخبة ص 250 . وانظر : شرح قصب السكر لعبد الكريم مراد ص 73 .



بحث عن بحث