الضعيف بسبب السقط من السند(4)

الحديث المعضل

تعريفه

لغةً: مأخوذ من الإعضال، يقال: عضل بي الأمر وأعضل بي إذا صعب وكل مستصعب فقد عضل، وكذلك كل شيء ضاق به موضعه فقد عضل به، فهو معضل(1).

والمحدثون يقولون: معضَل – بفتح الضاد – وهو من حيث الاشتقاق مشكل،وابن الصلاح خرجه من قولهم: أمر عضيل، أي مستغلق شديد (2) .

واصطلاحًا: هو ما سقط من أثناء إسناده اثنان فصاعدًا على التوالي(3) .

سمي هذا النوع معضلًا؛ لأن الراوي له بإسقاطه رجلين فأكثر قد ضيّق المجال على من يريد معرفة حاله من القوة والضعف وحال بينه وبين معرفة رواته بالجرح أو التعديل، أو لأن المحدث أعضله وأعياه فلم ينتفع به من يرويه عنه.

مثاله: ما أخرجه الإمام مالك(4)  عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ صَدَرَ مِنْ حُنَيْنٍ ، وَهُوَ يُرِيدُ الْجِعِرَّانَةَ ، سَأَلَهُ النَّاسُ ؟ حَتَّى دَنَتْ بِهِ نَاقَتُهُ مِنْ شَجَرَةٍ ، فَتَشَبَّكَتْ بِرِدَائِهِ حَتَّى نَزَعَتْهُ عَنْ ظَهْرِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي ، أَتَخَافُونَ أَنْ لا أَقْسِمَ بَيْنَكُمْ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ سَمُرِ تِهَامَةَ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ ، ثُمَّ لا تَجِدُونِي بَخِيلا ، وَلا جَبَانًا ، وَلا كَذَّابًا ، فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِي النَّاسِ ، فَقَالَ : أَدُّوا الْخِيَاطَ وَالْمِخْيَطَ ، فَإِنَّ الْغُلُولَ عَارٌ وَنَارٌ وَشَنَارٌ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . قَالَ ثُمَّ تَنَاوَلَ مِنَ الأَرْضِ وَبَرَةً مِنْ بَعِيرٍ ، أَوْ شَيْئًا ، ثُمَّ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لِي مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ، وَلا مِثْلُ هَذِهِ إِلا الْخُمُسُ ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ .

 فهذا حديث معضل ، لأن عمرو بن شعيب لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم(5)

وهناك نوع آخر من المعضل ذكره الحاكم وهو أن يعضله الراوي من أتباع التابعين فيقفه على التابعي فيحذف النبي عليه الصلاة والسلام والصحابي(6)

قال ابن الصلاح: إنه حسن، فالانقطاع بواحد مع الوقف صدق عليه الانقطاع باثنين: الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابي وهو باستحقاق اسم الإعضال أولى(7) . ا.هـ.

قال الحافظ العراقي:

والمعضل الساقط منه اثنان     فصاعدًا ومنه قسم ثان

حذف النبي والصحابي معًا       ووقف متنه على من تبعا (8)

حكمه:

المعضل ضعيف لا يُحتج به لأنه أسوأ حالاً من المرسل لتعدُّد الساقط من إسناده، وهو أسوأ من المعلّق والمنقطع.

مظانه :

قال السيوطي:" من مظانّ المعضل والمنقطع والمرسل ؛ كتاب السنن لسعيد بن منصور ، ومؤلفات ابن أبي الدنيا " (9)

_____________

(1)  انظر: الاشتقاق لابن دريد، ص(178).

(2)  علوم الحديث، ص(54).

(3) علوم الحديث ص54،والتقريب مع التدريب129

(4) الموطأ : في الجهاد ، بَاب مَا جَاءَ فِي الْغُلُولِ رقم(994)

(5) وقد وصله النسائي 7/131و 132 في قسم الفيء : مختصرا عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بعيرا فأخذ من سنامه وبرة بين أصبعيه ... ".

(6)  معرفة علوم الحديث، ص(37).

(7)  علوم الحديث، ص(55).

(8)  ألفية العراقي، رقم(134).

(9) " تدريب الراوي" 1/214

 



بحث عن بحث