زيادة الثقة:

المراد بزيادة الثقة ما نراه زائدًا في الألفاظ في رواية بعض الثقات لحديثٍ ما عما رواه الثقات الآخرون لذلك الحديث، وهي مقبولة، هذا ما لم تقع الزيادة منافيةً لرواية من هو أوثق ممن لم يذكر تلك الزيادة؛ لأن الزيادة إما أن تكون لا تنافي بينها وبين رواية من لم يذكرها، فهذه تقبل مطلقًا، لأنها في حكم الحديث المستقل الذي ينفرد به الثقة ولا يرويه عن شيخه غيره.

مثال ذلك: حديث مسلم وغيره في رواية أبي مالك الأشجعي عن ربعي عن حذيفة مرفوعًا: (جعلت لنا الأرض مسجدًا، وجعلت تربتها طهورًا) فإن زيادة (تربتها) تفرد بها أبو مالك الأشجعي، ورواية جميع الرواة: ( جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا).

 وإما أن تكون منافيةً بحيث يلزم من قبولها رد الرواية الأخرى، فهذه التي يقع الترجيح بينها وبين معارضها فيقبل الراجح ويرد المرجوح. واشتهر عن أهل الأصول والفقه القول بقبول الزيادة مطلقًا من غير تفصيل، ولا يتأتى ذلك على طريق المحدثين الذين يشترطون في الصحيح أن لا يكون شاذًا، ثم يفسرون الشذوذ بمخالفة الثقة لمن هو أوثق منه، قال الحافظ ابن حجر: " والعجب ممن أغفل ذلك منهم مع اعترافه باشتراط انتفاء الشذوذ في حدّ الحديث الصحيح وكذا الحسن. والمنقول عن أئمة المحدثين المتقدمين كابن مهدي، ويحيى القطان، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، والبخاري، وأبي زرعة، وأبي حاتم، والنسائي، والدارقطني، وغيرهم اعتبار الترجيح فيما يتعلق بالزيادة وغيرها، ولا يعرف عن أحد منهم إطلاق قبول الزيادة".

 

 



" علوم الحديث" ابن الصلاح، ص: 77.
" الباعث الحثيث" ابن كثير، 1/ 190.
" المقنع" ابن الملقن، 2/ 91، 208.
" التقييد والإيضاح" العراقي، ص: 111.
" النكت على ابن الصلاح" ابن حجر، 1/687-694.
" فتح المغيث" السخاوي، 3/ 212- 218.
" تدريب الراوي" السيوطي، 2/ 204.
" قفو الأثر" ابن الحنبلي، ص: 59.
" اليواقيت والدرر" المناوي، 2/ 271، 272.
" توضيح الأفكار" الصنعاني، 2/ 17.

 

*    *    *

 

السابق واللاحق:

هو أن يشترك اثنان أحدهما متقدم الوفاة، والآخر متأخر الوفاة في الرواية عن شيخ واحد مع التباعد ما بين وفاتيهما.

مثاله:

مالك اشترك في الرواية عنه الزهري، وتوفي سنة(124)هـ، وأحمد بن إسماعيل السهمي، وتوفي (259)هـ، وبين وفاتيهما 135سنة، فالزهري يقال له: السابق، والسهمي يقال له: اللاحق.

 

 



" علوم الحديث" ابن الصلاح، ص: 286.
" الباعث الحثيث" ابن كثير، 2/559.
" المقنع" ابن الملقن، 2/547، 548.
" التقييد والإيضاح" العراقي، ص: 350.
" نزهة النظر شرح نخبة الفكر" ابن حجر، ص: 60.
" فتح المغيث" السخاوي، 3/ 200.
" تدريب الراوي" السيوطي، 2/ 230.
" اليواقيت والدرر" المناوي، 2/ 549، 551.



بحث عن بحث