الحلقة (100)سمات مريدفهم السنة(1-3)

وهي القسم الثاني من النقاط المنهجية في قاعدة السنّة والتطبيق العملي.

قد يتبادر إلى الذهن أن لا حاجة لذكر هذه السمات لأن أهميتها معروفة لدى طلاب العلم وعامة المتلقين، وهذا صحيح لكن لما كثر المتحدثون والكاتبون عن السنة، وفهمها، وإعطاء كثيرين أنفسهم الأهلية لذلك أردت التأكيد عليها، وإلا فقد ذكرها علماء المصطلح في آداب طالب الحديث، وذكرها الأصوليون من وجه آخر في سمات المجتهد، وهنا أذكر بأبرزها بشيء من الإيجاز:

1- أجدد التذكير في البداية بأهمية القاعدة الأولى وهي إخلاص هذا العمل بعد سبحانه وتعالى، فهذا الإخلاص هو المنطلق الأول بإذن الله تعالى للوصول إلى الحق، وهو باب التوفيق للدلالة عليه، والرجوع عن الباطل، وتحمل قسر النفس على الصواب، والاعتراف فيه، واحترام حق الآخرين في آرائهم وما توصلوا إليه، وهو الـمُلْجئ إلى الله تعالى حال الاشتباه، والحق ليس مجردًا يصل إليه الإنسان بمجرد ملكاته وقدراته وعلمه ما لم يهديه الله إليه ويوفقه لتبينه وطريق ذلك الإخلاص.

2- غني عن القول أن نؤكد هنا ما ذكره العلماء من أن النظر في الأدلة وأدواتها وإصدار الأحكام الشرعية أول ما تحتاج إلى أن يكون الناظر مسلمًا عاقلًا بالغًا، فغير المسلم لا يمكن أن يمحص الحق لأهله كما قال سبحانه: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}(1).

وأما المجنون فلا يَعْقِل فكيف يقبل قوله في النظر في المصادر الشرعية وأما الصغير فلم تكتمل أهليته وإدراكه.وللموضوع بقية في الحلقة القادمة.
______________________________
(1) [آل عمران: 100].



بحث عن بحث