الحلقة (96) المناهج المخالفة للمنهج السليم في علاقة العقل بالسنة النبوية

في هذه الحلقة نوضح بإيجاز المناهج التي تخالف المنهج السليم ومن أهمها:

1- المنهج الأول: منهج تحكيم العقل بإطلاق. وهذا المنهج أعطى العقل أكبر من حجمه، وانتهى إلى تحكيمه على النصوص وإلغائها إذا تعارضت معه، وهذا ما ذهب إليه بعض المعتزلة فقالوا: بأصل التحسين والتقبيح العقليين بمعنى أن الحسن ما رآه العقل حسنًا، وأن القبيح ما رآه العقل قبيحًا، ووافقهم في ذلك - أي تقديم العقل على النصوص - الرافضة، ومن ينسبون إلى المذهب العقلي الحديث. أو ما يسمون العقلانيين، وهذا أدَّى بهم إلى إبطال كثير من السنة النبوية وردها ولو كان مجمعًا على صحتها فضلوا وأضلوا، وسيأتي تفصيل لذلك في آخر البحث إن شاء الله تعالى.

2- المنهج الثاني: إلغاء وظيفة العقل وعدم إعماله، والأخذ بظواهر النصوص مطلقًا ولو كانت ضعيفة أو موضوعة، وبخاصة مع بعض الغيبيات التي لم تثبت، فوقعوا في طرق مظلمة بعيدة عن الهدي النبوي، بل وعن النظرة العقلية، ونحى هذا المنحى غلاة الصوفية. ويتفرع عن هذين المنهجين مناهج متفرعة أخرى ليس هذا مجالها.



بحث عن بحث