الحلقة (91)معالم ومجالات العلاقة بين العقل والسنة النبوية (1-5)

يمكن تحديد العلاقة بين السنة النبوية والعقل بما هو مستخلص مما سبق ومتفرع عنه، كما يلي:

1- تقرير التوافق وعدم التعارض في دين الله عز وجل بين النقل – القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة – وبين العقل الصحيح فهما متوافقان وغير متعارضين.

وإذا حدث تعارض في نظر الناظر فهذا يرجع:

أ – إما إلى أن النص غير ثابت عن النبي ﷺ، وهذا يحتم التأكد من صحة النص كما سبق في القاعدة الثانية من هذا البحث.

ب- أو قصور نظر المجتهد، والقصور مرده إلى ضعف العلم، أو عدم اجتماع أدواته، أو غياب بعض القواعد، أو انصراف مقصد الناظر إلى مقاصد متفرعة أخرى غير سليمة. وعلى هذا فالسنة والعقل حميمان.

2- العقل السليم عامل من عوامل فهم السنة، وأداة من أهم أدواته، وقد سبق معنا في قاعدة خاصة أدوات فهم السنة، ومنها: الاجتهاد في الاستنباط في تقرير المسائل  والأحكام، وهذا الاجتهاد مبناه على دقة النظر وقوة الاستنباط وبلا شك أنه ليس العامل الوحيد فهناك جملة عوامل كالعلم بالقرآن الكريم، وبالسنة نفسها، واللغة العربية، والقواعد الأصولية والفقهية وغيرها مما هو مفصل في أصول الفقه، لكن سلامة العقل هو العامل الأساس الذي يستطيع صاحبه الاستنباط الدقيق للأحكام والمسائل والفوائد صغيرة كانت أو كبيرة.



بحث عن بحث