الحلقة (86)العلاقة بين العقل والسنة النبوية(1-3)


ونبحث هذه المسألة من خلال ما يلي:

- مدخل.

- العلاقة بين العقل والنقل.

- إعمال العقل في منظومة فهم السنة النبوية والعمل بها.

- موقف الفرق من هذا الاستخدام (إجمالًا):

مـدخــل

من أحسن ما يدخل فيه هنا مقالة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، يقول: (العقل شرط في معرفة العلوم، وكمال وصلاح الأعمال، وبه يكمل العلم  والعمل لكن ليس مستقلًا بذلك لكنه غريزة في النفس، وقوة فيها بمنزلة قوة البصر التي في العين، فإن اتصل به نور الإيمان والقرآن كان كنور العين إذا اتصل به نور الشمس والنار، وإن انفرد بنفسه لم يبصر الأمور التي يعجز وحده عن دركها، وإن عزل بالكلية كانت الأقوال والأفعال مع عدمه أمورًا حيوانية قد يكون فيها محبة، ووجد وذوق كما يحصل للبهيمة، فالأحوال الحاصلة مع عدم العقل ناقصة، والأقوال المخالفة للعقل باطلة... لكن المسرفون فيه قضوا بوجوب أشياء وجوازها وامتناعها لحجج عقلية – بزعمهم – اعتقدوها حثًّا وهي باطل، وعارضوا بها النبوات، وما جاءت به، والمعرضون عند صدقوا أشياء باطلة ودخلوا في أحوال وأعمال فاسدة، وخرجوا عن التمييز الذي فضل الله به بني آدم على غيرهم).

العلاقة بين العقل والنقل:

يندرج تحت هذا العنصر عدد من العناصر الفرعية:

- القاعدة العامة في طبيعة هذه العلاقة في الإسلام.

- مقدمات منهجية في العلاقة.

- تفاصيل في العلاقة مع السنة النبوية.

القاعدة العامة:

أن العقل الصحيح متوافق مع العقل السليم ويعني هذا أن لا تعارض بينهما، فالله سبحانه وتعالى الذي خلق الخلق على طبيعة معينة، هو الذي شرع لهم الشريعة التي تناسبهم.

ولِـمَ تبحث هذه المسألة الكبيرة؟ والجواب يكمن بأنهما المصدران الأساسيان للعلم والمعرفة.

فالنقل هو الكتاب الكريم، وما صح عن النبي ﷺ وهو المصدر الأول والأساس.

والعقل وهو ما سبق بيانه في مقدمة هذه القاعدة.

وهو المصدر الثاني والتبعي للمصدر الأساس وهو ما تجليه الحلقة القادمة بشيء من التفصيل. من منطلق القاعدة العامة آنفة الذكر.

      ونبحث هذه المسألة من خلال ما يلي:



بحث عن بحث