الحلقة (22) القاعدة الأولى: الإخلاص (2-2)


إذا كان (الإخلاص) يترتب عليه نجاح الإنسان في حياته الدنيوية ومنها العلمية الدعوية، وحياته الأخروية، فنقف معه بشيء من البسط في الكلمات الآتية:

  • معنى المقاصد والنيات:

يستعمل العلماء القصد والنية بمعنى واحد.

قال الخطابي في تعريف النية: (هي قصدك الشيء بقلبك، وتحرى الطلب منك له)

وقال الزركشي: (حقيقة النية ربط القصد بمقصود معين، والمشهور أنها مطلق القصد إلى الفعل).

وقال الماوردي: (النية قصد الشيء مقترنًا بفعله، فإن قصده وتراخى عنه فهو عزم).

وقال القرافي: (هي قصد الإنسان بقلبه ما يريده بفعله).

وقال البيضاوي: (النية عبارة عن انبعاث القلب نحو ما يراه موافقًا لغرض، من جلب نفع، أو دفع ضرر، حالًا أو مآلًا، والشرع خصها بالإرادة المتوجهة نحو الفعل ابتغاء لوجه الله، وامتثالًا لحكمه).

ولا ريب أن النية التي صحت بها الأحاديث النبوية –وستأتي- إنما تتمثل في الإرادة الجازمة المصممة المتوجهة نحو الفعل، خيرًا كان أم شرًا، واجبًا أو مستحبًا، أو محظورًا، أو مكروهًا، أو مباحًا، ولهذا تكون أحيانًا نية صالحة محمودة، وأحيانًا نية سيئة مذمومة، حسب المنوي: أي شيء هو؟ وحسب المحرك الباعث: أهو الدنيا أم الآخرة؟ أهو وجه الله أم غيره؟

فليست النية إذن مجرد خاطرة تطرأ على القلب لحظة ثم لا تلبث أن تزول، فلا ثبات لها، يقول ﷺ: «إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل به، أو تتكلم به»(1) ، وهذا يؤيد ما قاله بعضهم من أن النية ليست مجرد الطلب، بل الجد في الطلب. 
________________________________________________________
(1)
 (صحيح الجامع[1730]).



بحث عن بحث