الحلقة (59): العلاقة بين القرآن الكريم والسنة النبوية(1-3)

تعريفه: هو كلام الله تعالى بلفظه ومعناه، الذي نزل به الروح الأمين على محمد بن عبد الله ﷺ، المتعبد بتلاوته، المعجز، المبدوء بسورة الفاتحة،والمختوم بسورة الناس.

فقولنا:كلام الله تعالى بلفظه ومعناه: فهو كلام الله حقيقة بلفظه ومعناه، وعلى هذا فهو صفة من صفات الله عزَّ وجلَّ نثبتها كما جاءت عن اللهتعالى وعن رسوله ﷺ من غير تشبيه ولا تعطيل، ولا تحريف ولا تمثيل، ولا جحدان للمعنى. كما يليق بجلاله وعظمته.

وهذا يخرج ما يلي:

أ ـ السنة النبوية فإن المعنى من الله تعالى واللفظ من الرسول ﷺ.

ب ـ الردّ على بعض الفرق القائلة بأن القرآن معناه من الله دون اللفظ.

ـ وقولنا: الذي نزل به الروح الأمين على محمد ﷺ، يفيد:

أ ـ أن القرآن الكريم منزل من عند الله وليس مخلوقًا كما تقول بعض الفرق الضالة، وهذا ما تؤيده نصوص الكتاب نفسه مثل قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}(1).

ب ـ يخرج بذلك الكتب الأخرى التي أنزلت على الأنبياء والرسل السابقين كالتوراة والإنجيل والزبور.

ـوقولنا: المتعبد بتلاوته: يعني بها: الذي يُثاب على قراءته مطلقًا بكل حرف من حروفه، وأمر الله تعالى أن يقرأ به في الصلاة، ولا يجزى غيره من الأحاديث.

ـالمعجز:بمعنى أن المعجزة الكبرى الذي تحدى الله تعالى به العرب وغيرهم كما في قوله تعالى: {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِين}(2).

وأوجه الإعجاز كثيرة من أهمها:

أنه كتاب هداية، وكتاب متناسق في آياته وألفاظه وأحكامه، حتى وقف العرب مشدوهين، وهم أهل الفصاحة والبلاغة، ومعجز في أخباره الغيبية، وأخباره عن الأمم السالفة، وغيرها.

حجيته: لا خلاف مطلقًا بين المسلمين بأن القرآن الكريم حجة قائم بذاته، وأن نصوصه قطعية الثبوت نقلت إلينا بطريق التواتر.

ومن حيث الدلالة منه ما هو قطعي الدلالة بمعنى لا يحتمل معنى آخر، مثل قوله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ}(3)

 فهذا صريح لا يجوز حمله على معنى آخر فلا يحتمل التأويل.

ومنه ما يدل على معنى معين ظاهر مع احتمال معنى غيره، وهذا ما يسمى بـ «ظني الدلالة» ويورد هذا الاحتمال قرينة معتبرة من آية أخرى أو حديث صحيح صريح، مثل قوله تعالى: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ}(4)، وقوله: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ}(5)، فما مقدار المسح الواجب وما هو اللمس الناقض؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [القدر: 1]

(2)[البقرة: 23]

(3) [النور: 2]

(4) [النساء:43]

(5) [المائدة:6]

 



بحث عن بحث