الحلقة (54): جمع النصوص المتعلقة بموضوع واحد (1-3)

وهي الأداة الرابعة في فهم السنة فهما صحيحًا، فمن الأمور المهمة أن تجمع الأحاديث الصحيحة في الموضوع الواحد، بحيث يرد متشابهها إلى محكمها، ويحمل مطلقها على مقيدها، ويفسر عامها بخاصها، وبذلك يتضح المعنى المراد منها، ولا يضرب بعضها ببعض.

وإذا كان من المقرر أن السنة تفسر القرآن الكريم، وتبينه، بمعنى أنها تفصل مجمله، وتفسر مبهمه، وتخص عمومه، وتقيد إطلاقه، فأولى ثم أولى أن يراعى ذلك في السنة بعضها مع بعض.

ولذلك كان جمع ألفاظ الحديث الواحد في مكان واحد، وجمع طرقه المختلفة من المهمات لفهم الحديث وإدراك معناه، ولنفي الانحراف والخطأ في فهمه فيما لو اقتصر على الأخذ بلفظ واحد دون النظر في رواياته المختلفة وزياداته.

قال الإمام يحيى بن معين: (لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجهًا ما عقلناه).وقال الإمام أحمد: (الحديث إذا لم تجمع طرقه لم تفهمه، والحديث يفسر بعضه بعضًا).وقال إبراهيم بن سعيد الجوهري: الحديث إذا لم يكن عندي من مائة وجه أعد فيه نفسي يتيمًا.



بحث عن بحث