الحلقة (52): النظر في دلالات الألفاظ(2-3)

 

نستكمل الحديث عن أهمية النظر في دلالات الألفاظ من أجل فقه النص.

ثانيًا: العام والخاص:

-العام: هو (اللفظ المستغرق لجميع ما يصلح له بحسب وضع واحد).

والخاص: ما دل على شيء معين بمحصور.

-وصيغ العموم: كل وجميع مثل: (كلكم راع...) {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}(1).

-ومن ذلك: النكرة في سياق النفي، وأسماء الشرط، مثل: (مَنْ)، والأسماء الموصولة كالذي، وأسماء الاستفهام مثل: (مَنْ) على سبيل الاستفهام. وغيرها.

- والعام يعم في حكمه كل فرد من أفراده.

- والعام إذا خصص حجة في غير المخصص.

والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فالسبب موضح للمعنى ولا يقتصر عليه.

ثالثًا: المطلق والمقيد:

المطلق هو الدال على الحقيقية من غير وصف زائد عليها والمقيد ما تناول معينًا أو موصوفًا بوصف زائد على معنى حقيقته.

- والأصل هنا أن يعمل بالمطلق، فإذا ورد ما يقيده فيجب حمله على ما يقيده، كما أن العام إذا لم يرد ما يخصص يجب حمله على عمومه وذلك مثل ما ورد في الكفارة ففي كفارة الظهار قال تعالى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا}(2)

وفي كفارة القتل: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ}(3)فجمهور أهل العلم حملوا المطلق هنا على المقيد بالقياس لأن كلا منهما كفارة مغلظة.

- الفرق بين العام والمطلق:

والعام والمطلق قيل إنهما بمعنى واحد كما هو عند المتقدمين يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (لفظ المجمل والمطلق والعام كان في اصطلاح الأئمة كالشافعي وأحمد وأبي عبيد وإسحاق سواء).

لكن مع تقدم تحديد المصطلحات فرق علماء الأصول بينهما سواء في تعريفهما ـ كما سبق ـ أو فيما يشمله كل منهما فالعام يشمل جميع الأفراد التي تصلح تحته كأن تقول: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْت}(1) فيشمل الموت كل نفس بينما في المطلق قال تعالى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} هنا المطلوب تحرير رقبة بمعنى عتق رقبة واحدة ولم يطلب كل رقبة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [آل عمران: 185].

(2) [المجادلة: 3].

(3) [النساء: 92].

 



بحث عن بحث