الحلقة (39): التوثق من صحة الحديث المستشهد به وسلامته
(2-3)
أقسام الحديث من حيث حكمه:
إن الاصطلاحات في التصحيح والتضعيف تنوعت وتعددت فكيف التعامل معها؟
وجواب ذلك: أن نعم تعددت، لكن استقرَّ الاصطلاح على أن الحديث من حيث حكمه ينقسم إلى أقسام:
o الحديث الصحيح لذاته: بمعنى أنه توفرت فيه شروط الحديث الصحيح.
o الحديث الحسن لذاته: بمعنى أنه توفرت فيه شروط الحديث الصحيح إلا شرط الضبط فقد اختل قليلًا، فيعبر عنه خفيف الضبط.
o الحديث الصحيح لغيره: وهو الحسن إذا تعددت طرقه فجاءت روايات أخرى تعضده وتقويه.
o الحديث الضعيف: وهو ما اختلت فيه شروط الحديث الحسن أو أحدها.
o الحديث الحسن لغيره: وهو الحديث الضعيف إذا تعددت طرقه فجاءت من أكثر من طريق.
o الحديث الضعيف جدًّا أو شديد الضعف: وهو من كان في إسناده راوٍ متهم بالكذب، أو منكر الحديث.
o الحديث الموضوع: وهو المكذوب على رسول الله ﷺ، وذلك يكون بأن أحد رواته كذابًا أو وضاعًا.
وعليه:
o فالحديث الصحيح لذاته أو لغيره، أو الحسن لذاته أو لغيره: فهو مقبول محتج به ما لم يتعارض مع غيره، فيلزم الجمع أو الترجيح حسب قواعد أهل العلم ـ كما سيأتينا في قاعدة مستقلة إن شاء الله تعالى ـ.
o أما الحديث الضعيف: فهو محل تفصيل سيأتي بعد قليل إن شاء الله.
o أما الحديث الضعيف جدًّا أو شديد الضعف: أو الموضوع فهذا لا يجوز الاحتجاج والاستشهاد به، ولا يقوي غيره، ولا يقويه غيره، ولا تجوز روايته إلا مع البيان، ويجب التحذير منه.