الحلقة (35): معرفة قواعد الجرح والتعديل (3-3)

 

ـ ومن أهمّ ما يلزم معرفته طرائق أهل الحديث عند تعارض الجرح والتعديل سواء كان هذا التعارض من كلام الناقد نفسه أو بين مجرحين ومعدلين.

وخلاصته: بجمع الأقوال بعضها إلى بعضها، ومدى إمكانية حمل التوثيق على جانب، وحمل الجرح على جانب آخر، فإن لم يتوصل إلى ذلك فبالترجيح بقرائنه.

ومن الترجيح: تقديم الجرح على التعديل بشرط أن يكون الجرح مفسرًا.

¡  ¡  ¡

ـ ومن ذلك معرفة علل الحديث ـ سندًا ومتنًا ـ وهو من أدق علوم الحديث، فقد يكون ظاهر الحديث سليمًا لكن في الإسناد أو المتن علة خفية. فيلزم المتعامل مع السنة معرفة العلة وطرق كشفها.

ومما يدخل في ذلك مختلف علوم الإسناد من الاتصال والانقطاع والرفع والوقف والإرشاد والتدليس، وغيرها.

¡  ¡  ¡

ـ ومن ذلك معرفة كتب الجرح والتعديل، ومناهج الأئمة في ذلك.

هذه جُمل مما يلزم المتعامل مع الحديث لتحقيق القاعدة الأولى من القواعد الفرعية.

وخلاصة هذه القاعدة: أنه يلزم المتعامل مع السنة النبوية الإلمام بقواعد الجرح والتعديل، غير أنه ينبغي أن يدرك أن هذا العلم مع جلالته وعلو قدره ومنزلته سهل المزالق، ومن هنا يحذر الطالب والمتعامل مع هذا العلم من جملة أمور من أهمها:

1 ـ التلذذ بالكلام عن الرجال ومما قيل فيهم بما يكون شهوة للنفس.

2 ـ انحراف النية والمقصد لأي غرض من الأغراض.

3 ـ التعالم على الآخرين بهذا العلم، وهذه من آفات متعلمي هذا العصر.

4 ـ التوسع الذي لا حاجة إليه فيخرج عن الغاية المطلوبة.

5 ـ إهمال هذا العلم إلى حد التقليل من شأنه، وأنه بات علمًا لا حاجة إليه فقد نضج واحترق.



بحث عن بحث