المقدمة

 

              إعداد :

أ.د. عبد العزيز مختار  إبراهيم

     أستاذ الحديث وعلومه

       كلية أصول الدين

جامعة أم القرى بمكة المكرمة

 

الحَمْدُ لِلهِ نَحْمَدُهُ ونَستِعِنُهُ ونَعُوْذُ بِهِ مِنْ شُرُوْرِ النَّفْسِ،وَسيِئَاتِ العَمَلِ وَمُضِّلاةِ الفِتَنِ،ونَزَغَاتِ الشْيَاطِيْنِ وَتَهْوِينِهِ،وَبَعْدُ.

سَبقَ وقَد نَشَرْتُ بَعْضَ الرَّسَائِلِ النَّافِعةِ،إنَّ شَاءَ اللهُ،فِي الأحَادِيْثِ القُدُسِيَةِ الإلَهِيْةِ ،فَكانَت أوْلُهَا،كِتَابُ"الاتحَافَاتُ السَّنِيَّةُ بِالأحَادِيْثِ القُدُسِيَّةِ"،لِلعَلامَةِ عَبْدِ الرَؤفٍ المُنَاوِيِّ ،رَحِمَهُ اللهُ،ثُمَّ تَلَتهَا "الأحَادِيْثُ القُدُسِيَّةُ فِي الكُتُبِ السِّتَةٍ"،ثُمَّ "الأَحَادِيْثُ الْقُدُسِيَّةُ الأَرْبَعِينِيَّةِ" لِلعَلاّمَةِ مُلاَ عَليِّ القَارِي الهَروِيِّ ،رَحِمَهُ اللهُ تَعَالىَ،وَمُنْذِ زَمَنٍ،وَأنَا شَغُوْفٌ بِجَمْعِ مَجْمُوعةٍ،لاَ بَأسَ بهَا مِنْ الأحَادِيْثِ القُدُسِيَّةِ،وَالكَلِمَاتِ الأُنْسِيَّةِ،لَكنَّ لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدِ جَمْعٍ،كمَا هُوَ الوَاقِعُ عِنَّدَ كَثِيْرٍ مَمَنْ يَعْنَونَ بِهَذَا الشَّأنِ،حَيْثُ نَجدُ كَثِيْرَاً مِنْ الأحَادِيْثِ القُدُسِيَّةِ المُتَدَاوَلَةِ اليَوْمَ،لا تَجِدُ فِيْهَا إلاَّ مُجَرَّدِ الجَمْعِ،دُونَ الإهتِمَامِ بِدِرَاسةِ أسْانِيْدِهَا  وَتَمْحِيصِهَا،وَبيَانِ مَقبُولِهَا مِن مَردُودِهَا،وَهَذَا أمرٌ فِي غَايَةِ الأهْمِيَةِ ،وَهَذَا مَا سَلَكْتُهُ،فِي هَذَا المَشْرُوعِ النَّافِعِ إنْ شَاءَ اللهُ،حَيْثُ جَمعْتُ مجمُوعَةً مِن الأحَادِيْثِ القُدُسِيَّةِ،وَقَسَمتُهَا إلى قِسْمَين،الأوْلُ" الأحَادِيْثُ القُدُسِيَّةِ الصَحِيْحَةِ" ،والقُسْمُ الثَّانِي"الأحَادِيْثُ القُدُسِيَّةِ الضَّعِيفَة".-حَسَب مَا ظَهَرَ لِي-وقَد بَدَأ لِي ،كُلَّمَا تَجمَّعَ عِندِي مَجمُوعةٌ بَلغْتِ الأرْبَعِيْنَ حَدِيْثَاً،نَشْرُهُ لِينْتَفِعَ بِهَا مَنْ شَاءَ اللهُ،فَهَذِهِ هِي"الأرْبَعُوْنَ الأُوْلى"،مِن القِسْمِ الثَّانِي،وَهِي:" الأحَادِيْثُ القُدُسِيَّةِ الضَّعِيفَةِ" ،وَيَتبَعُهَا إنْ شَاءَ اللهُ "الأرْبعُوْنَ الثَّانِيْةِ والثَّالِثَةِ"،وَهَكَذَا،فَقَد بَذَلْتُ غَايَةَ جَهْدِي فِي تَخْرِيجِهَا وَتَحْرِيَرِهَا،وَضَبطِ نُصُوصِهَا،وَمَع هَذا فَهُوَ عَمَلٌ بَشْرِيٌّ،فَمَنْ وَجَدَ فِيْهِ نَقْصَاً أوْ خَطَئاً فَلْيُصلِحهُ،فَاللهَ تَعالىَ أسْألُهُ التَّوْفِيقَ والسَّدادَ، وَحُسْنَ القَصْدِ ،وَصَلىَ اللهُ عَلىَ مُحمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحبِهِ وَسَلَّمَ.مَكّة في (1/4/1435).

 



بحث عن بحث