التمهيد (2-4) :

 

 

ترجمة ابن منصور الكوسج:

هو الإمام الفقيه, الحافظ, أبو يعقوب, إسحاق بن منصور بن بهرام المروزي المعروف بالكوسج.

والكوسج: هو من لا شعر على عارضيه.

ولد في مدينة مرو بعد سبعين ومائة ونقل بعدها إلى نيسابور فأقام بها.

بدأ طلبه للعلم في سن متأخرة, لأن من أقدم شيوخه وفاة ابن عيينة (ت 198هـ), فرحل إلى العراق والحجاز, والشام, وأخذ عن كبار العلماء في عصره.

فذاع صيته, واحتل مكانة علمية عالية لدى العلماء, حتى أن شيخه الإمام أحمد كان يبالغ في احترامه.

وكان حجه عند البخاري ومسلم, فقد روى عنه البخاري ومسلم الكثير من الأحاديث.

قال فيه الإمام مسلم: ثقة مأمون, أحد الأئمة من أصحاب الحديث.

وقال أبو عبد الله الحاكم: هو أحد أئمة الحديث, وقال النسائي: ثقة ثبت, وقال الذهبي: من كبار علماء نيسابور, وابن حجر قال فيه: ثقة ثبت, وغيرهم من العلماء.

سمع من كبار شيوخ عصره: كوكيع بن الجراح الكوفي, وعبد الله بن نمير الكوفي, وسفيان بن عيينة, وحماد بن زيد, وسليمان بن داود, وأبو داود الطيالسي, وعبد الوهاب بن عطاء, والنضر بن شميل, ومحمد إسحاق بن راهويه, وأحمد بن حنبل فقهاً كثيراً, فكان يعرض المسائل عليهما فيكتب رأي كل واحد منهما ويشير إلى توافقهما.

سمع منه خلق كثير منهم: محمد بن إسماعيل الجعفي, وعبيد الله بن عبد الكريم بن فروخ, ومحمد بن إدريس الحنظلي الرازي, وأبو عيسى الترمذي صاحب السنن, والنسائي, وابن خزيمة صاحب الصحيح, وغيرهم.

 

له من المؤلفات:

كتاب الصلاة ذكره السمعاني في الأنساب, وكتاب المسائل في الفقه عن إمامي عصره إسحاق بن راهويه, وأحمد بن حنبل, ومسائل عن يحيى بن معين, والمسند ذكره الكتاني في الرسالة المستطرفة.

توفي ابن منصور الكوسج رحمه الله تعالى سنة إحدى وخمسين ومائتين.

 

ترجمة صالح بن أحمد:

هو أبو الفضل, صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيبان, أكبر أولاد الإمام أحمد.

ولد سنة ثلاث ومائتين.

ونشأ في بيت أبيه على الطاعة والعلم والزهد والورع والأدب, ولي القضاء في طرسوس وأصبهان.

اعتنى الإمام أحمد بتعليم ولده, كما اعتنى بتربيته فأسمعه الحديث, وروى عنه المسائل, وقلما كان يتخلف عن مجلسه لئلا يفوته السماع, حتى كثر عياله على حداثة سنة ,فانشغل عن السماع ,وقلت روايته عن أبيه.

سمع من عدد من مشايخ عصره, بالإضافة لسماعه من أبيه, فسمع من علي بن المديني, وأبو الوليد الطيالسي, وعفان بن مسلم الباهلي, وعبد الله بن أبي بكر العتكي, وعمرو بن عون البزار, وغيرهم.

لقد روى أبو الفضل الحديث والمسائل الفقهية, في رحلاته إلى طرسوس وبغداد وأصبهان ودمشق وغيرها.

سمع منه: ابنه زهير, وأبو القاسم البغوي, وأبو بكر الخرائطي, ومحمد بن مخلد الدوري, وأحمد بن محمد بن هارون الخلال, وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرائيني, وعمر بن الحسين الخرقي, وأبو بشر الدولابي, وغيرهم.

وقد أثنى عليه علماء عصره وشهدوا له بالعلم والصلاح:

فقال ابن أبي حاتم: صدوق ثقة.

وقال ابن الجوزي: كان صدوقاً كريماً.

وقال الذهبي في السير: صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل الإمام المحدث الحافظ الفقيه الشيباني قاضي أصبهان, وكان مع قلة ماله جواداً سخياً.

توفي –رحمه الله تعالى- سنة ست وستين ومائتين على أصح الأقوال, وله حينئذ ثلاث وستون سنه.

 



بحث عن بحث