شبهة أن السنة لو كانت حجة لتكفل الله بحفظها والرد عليها(4)

 

 

أدلة السنة على تكفل الله بحفظ السنة

ثانياً : أما الدليل من السنة النبوية الصحيحة على تكفل الله عز وجل بحفظ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم قوله صلى الله عليه وسلم "أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"(1)

وقوله صلى الله عليه وسلم ( تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما؛ كتاب الله وسنتى، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض ) (2).

ففى هذه الأحاديث وغيرها - يخبر النبى صلى الله عليه وسلم؛ أن له سنة مطهرة تركها لأمته، وحثهم على التمسك بها، والعض عليها بالنواجذ؛ ففى اتباعها الهداية، وفى تركها الغواية، فلو كانت سنته المطهرة غير محفوظة، أو يمكن أن يلحقها التحريف والتبديل؛ فلا يتميز صحيحها من سقيمها، ما طالب أمته بالتمسك بها من بعده، فيكون قوله مخالفٌ للواقع، وهذا محال فى حقه صلى الله عليه وسلم، فأمره بالتمسك بها، يدل على أنها ستكون محفوظة تأكيداً لقوله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ). فدل ذلك على إخبار بالغيب صادق فى الواقع . 


(1) أخرجه أبو داود ، كتاب السنة ، باب في لزوم السنة ( 4607 ) والترمذي ، كتاب العلم ، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع ( 2676 ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وابن ماجه ، المقدمة ، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين ( 42 ، 43 ) .

(2) جزء من حديث أخرجه مسلم ، كتاب الحج ، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم ( 1218 ).

 



بحث عن بحث