بسم الله الرحمن الرحيم

تقدير الحاجات النفسية (2-2)

الزوجات لسن كلهن سواء، كما أن الأزواج ليسوا كلهم سواء، ولذا فالمقارنة بينهم ممنوعة، فلكل وضعه من حيث السن، والعلم، والدربة على أمور الحياة الزوجية، إضافة إلى اختلاف الطباع التي هي من سنن الله تعالى في الخلق.

وعلى كلا الزوجين مراعاة ذلك كله، فلا يعامل الزوج زوجته على أنها صورة منه أو من أخته وأمه، ولا تعامله هي على أنه صورة منها أو من أخيها وأبيها.

وتأمل مراعاة النبي صلى الله عليه وسلم هذه الفروق والاعتبارات في معاملته لزوجاته، فها هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تحكي نظرها إلى لعب الأحباش: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد حتى أكون أنا التي أسأم فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو) (1).

وعنها قالت: كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يتقمعن منه، فيسربهن إلي، فيلعبن معي) (1).

وهذا تقدير منه صلى الله عليه وسلم لحاجتها النفسية إلى اللعب لصغر سنها رضي الله عنها.

فهلا قدّرنا حاجات أزواجنا كباراً أو صغاراً...

 

الهوامش:

 (1) أخرجه البخاري باب نظر المرأة إلى الحبش ونحوهم...ح 4938-5/2006، ومسلم باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه ح892-2/608.

 (2) أخرجه البخاري باب الانبساط إلى الناس ح 5779-5/2270، ومسلم باب في فضل عائشة ح2440- 4/1890.



بحث عن بحث