بسم الله الرحمن الرحيم

 وقفات تربوية مع حديث: "احفظ الله يحفظك" (2-4)

من قوله صلى الله عليه وسلم: " إني أعلمك كلمات..."

بهذه العبارة اللطيفة يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم لتلك الوصايا النافعة فيناديه بكل حب ورحمة: " يا غلام إني أعلمك كلمات" ليجمع ذهنه ويستحضر قلبه، ثم يشوقه إلى ما سيقوله له، ليعي قلبه وعقله ما سيقال له فينتفع بتلك الوصايا التي تحمل في طياتها قواعد عظيمة من قواعد الدين.

الوقفة التربوية:

إنه ينبغي للمربي استخدام الأسلوب الحسن في شد انتباه الناشئ وتهيئته بالعبارة اللطيفة قبل إعطائه المعلومات، واستخدام أسلوب التشويق وتنويع ذلك، ليكون أوقع في نفسه.

التطبيق:

-فعند ما يريد الأب مثلاً نداء ابنه لتوجيهه لأمر معين، فلا بد أن يخصه بنداء حسن يحبه، حتى يلفت انتباهه، ثم يقدم ذلك التوجيه أو الطلب بمقدمة لطيفة كالدعاء مثلاً، أو ذكر مصلحة نافعة له، فيقول له تارةً: "يا أبا فلان"، وتارةً "أي بُنَيَّ الغالي..." اسمع حفظك الله من كل مكروه، وهكذا يتفنن في هذه العبارة الرائعة التي هي مفتاح القلوب، ولا شك أن الدعاء من المقدمات الحسنة التي تهواها النفوس.

-ويمكن أن يستفاد من هذا الموقف النبوي في الأمور العامة التي تطلبها الأم من أبنائها عند ما يكونوا مجتمعين، فقد تكون الأم مستعجلة فتأمر بأمر ما لأحد أبنائها دون أن تعيِّنه، فتظن أنه قد سمع أمرها ثم تفاجأ بعدم التنفيذ، فلو أنها هيأت ذلك الابن لذلك الأمر بذكر اسمه وتثنيته بالدعاء لكان أدعى لاستجابته لأمر والدته.

وسنلتقي بإذن الله مع قوله صلى الله عليه وسلم: (احفظ الله).



بحث عن بحث